أعلنت رئيسة «وكالة الطاقة الدولية»، ماريا فان دير هوفن، أن من الصعب على إيران استعادة مستوياتها السابقة في إنتاج النفط سريعاً في حال رفع القيود على التصدير. وكانت فان دير هوفن تتحدث في موسكو بعد توقيع القوى العالمية الست اتفاقاً مع إيران، يهدف لتقييد برنامجها النووي في مقابل تخفيف محدود للعقوبات. ويُتوقع أن ترتفع صادرات الخام الإيراني إلى كبار المشترين في آسيا مثل الهندوالصين بعد تخفيف الحظر على تغطية شركات التأمين الأوروبية للشحنات الإيرانية في إطار الاتفاق النووي. وانخفضت صادرات إيران أكثر من 50 في المئة عن مستواها في 2011 إلى نحو مليون برميل يومياً بفعل عقوبات أميركية وأوروبية على تجارة النفط والتأمين على الشحنات والنشاطات المصرفية. وقال المحلل في «بتروماتركس» لاستشارات الطاقة أولفييه جاكوب «تخفيف عقوبات الاتحاد الأوروبي أمر مهم ويسهل الأمور على إيران». وأشار «غولدمان ساكس» في مذكرة إلى أن رفع الحظر على التغطية التأمينية قد يحرر بعض الناقلات الإيرانية التي تستخدم كخزانات عائمة للنفط الخام محلياً. ورأى المحلل لدى «كلير فيو إنرجي بارتنرز» في واشنطن، كيفين بوك، إن «تخفيف العقوبات التأمينية قد يتيح زيادة صادرات النفط الإيرانية بما بين 200 و400 ألف برميل يومياً ولا سيما إلى شركات التكرير الهندية». ورجّح محللون في «بنك باركليز» ألا تزيد كمية الخام الإيراني التي ستعود إلى السوق عن 400 ألف برميل يومياً في الأشهر المقبلة، لافتين إلى أن إيران ستجد صعوبة في زيادة الصادرات بشكل كبير نتيجة استمرار العقوبات وصعوبة استئناف الإنتاج من الحقول التي توقفت. شركات هندية في هذا السياق، تتأهب شركات تكرير هندية لتحويل المبالغ التي تدين بها لشركات نفط إيرانية في وقت مبكر ربما الأسبوع المقبل. ووفق مصادر حكومية وشركات تكرير تدين الهند، ثاني أكبر مشتر للنفط الإيراني، بنحو 5.3 بليون دولار مقابل واردات نفطية. وقال المدير العام لمصفاة «مانغالور»، ب ب أوباديا، والتي تُعد من أكبر مشتري الخام الإيراني: «سنبدأ التسديد في الأسبوع المقبل إذا كان ممكناً». ولفت مسؤول حكومي إلى أن التسديد سيبدأ حالما تعمل آليته عبر تركيا. إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن أنقره قد تزيد وارداتها من النفط الخام الإيراني بما يصل إلى 35 ألف برميل يومياً في حال تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على طهران. وقال: «قلصنا وارداتنا إلى نحو 105 آلاف برميل يومياً بسبب العقوبات، وفور إلغائها أعتقد أن الكمية التي نشتريها ستزيد». وزاد: «حتى إذا لم نتمكن من مضاهاة مستويات الواردات السابقة أعتقد أن مشترياتنا يمكن أن تزيد إلى 130 و140 ألف برميل يومياً». في الأسواق، تراجع «برنت» قليلاً مع انحسار المخاوف في شأن المعروض النفطي بعد التوصل إلى اتفاق بين القوى العالمية وإيران. وخسر «برنت» 2.15 دولار مسجلاً 108.90 دولار بعد أن نزل ثلاثة دولارات إلى 108.05 دولار في وقت سابق من الجلسة. وهبط الخام الأميركي 1.35 دولار مسجلاً 93.80 دولار للبرميل. من ناحية أخرى أشارت مصادر تجارية إلى أن الصين سترفع مشترياتها من الخام العراقي بما يزيد على الثلثين في العام المقبل، لتلبية الطلب الداخلي المتنامي. وأصبح العراق ثالث أكبر مصدر للصين بعد السعودية وأنغولا وتقدم على روسيا وسلطنة عمان. ووفق مصادر نفطية وقّعت خمس شركات صينية عقوداً لشراء 882 ألف برميل يومياً مع «مؤسسة تسويق النفط العراقية» (سومو) في 2014 بزيادة 68 في المئة عليها هذه السنة. وأعلنت شركة «بتروفاك» أن مشروعاً مشتركاً لها مع «ديلم» الصناعية الكورية الجنوبية فاز بعقد قيمته 2.1 بليون دولار لمشروع مصفاة مع شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك). وأشارت إلى أن العقد مدته ثلاثة أعوام ويتعلق بأعمال التصميم والتوريد والبناء وخدمات التشغيل لمصفاة في منطقة صحار الصناعية على بعد 230 كيلومتراً شمال غربي مسقط. وتشمل الصفقة إجراء تعديلات على منشأة قائمة وإضافة وحدات تكرير.