أكدت مصادر تجارية وملاحية أن تركيا تجد صعوبة في استيراد الخام الإيراني خلال الشهر الجاري بسبب عقوبات غربية على التأمين على السفن، ما ترك طهران تجاهد لبيع نفطها العالق الآن في مستودعات تخزين في مصر. وخفضت تركيا، التي تعتمد على إيران في تأمين نصف احتياجاتها النفطية، بالفعل وارداتها من الخام الإيراني بمقدار الخُمس مقارنة بعام 2011، لتحصل على إعفاء من عقوبات أميركية، ولكن الكميات ستتراجع الآن بدرجة اكبر إذ لا تستطيع شركة «توبراس»، وهي مصفاة التكرير الرئيسة في تركيا، استيراد الخام الإيراني على ناقلات تركية بعدما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على طهران منعت الشركات الإقليمية التي تهيمن على قطاع التأمين البحري من تقديم التغطية التأمينية للخام الإيراني. وأكد مصدر ملاحي في تركيا أن «توبراس كانت تنقل الخام الإيراني عبر ناقلاتها الخاصة حتى الشهر الجاري، ولكن ذلك لم يعد ممكناً... وهي تركز الآن بدرجة أكبر على نقل الخام من ليبيا والسعودية والعراق». وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز للصحافيين أمس أن مشتريات شركة تكرير النفط التركية «توبراس» من الخام الإيراني مستمرة من دون أي مشاكل، من دون أن يورد مزيداً من التفاصيل، في حين رفضت «بتروناس» التعليق. ويُقدّر أن تركيا، وهي من أكبر خمسة مستوردين للخام الإيراني، اشترت نحو 160 ألف برميل يومياً من الخام الإيراني في أيار (مايو)، جاء أكثر من مئة ألف برميل منها من ميناء سيدي كرير المصري على متن ناقلات تركية، والباقي على متن ناقلات إيرانية عبر قناة السويس. وأضاف مصدر تجاري: «نعتقد أن نحو سبعة ملايين برميل من الخام الإيراني متاحة الآن في سيدي كرير، ونسمع عن عروض لشرائها»، بينما أكدت مصادر تجارية أخرى أنها رأت عروض شراء عديدة من تجار غير معروفين، في حين لم يتسن الاتصال بمسؤولين مصريين للتعليق. إلى ذلك أعلن يلدز أمس أن تركيا بدأت استيراد ما بين خمس وعشر شاحنات من الخام يومياً من شمال العراق، والكميات قد تزيد إلى ما بين مئة و200 شاحنة يومياً. وتُجري تركيا محادثات كذلك مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق حول مبيعات مباشرة للغاز الطبيعي لتركيا، في خطوة تتخطى حكومة بغداد، ما قد يوتر العلاقات التركية – العراقية. ومازال معظم نفط المنطقة الكردية المتمتعة بشبه حكم ذاتي في شمال العراق يضخ عبر نظام خطوط الأنابيب الوطني، وينقل خط أنابيب نحو 60 ألف برميل يومياً من حقل طاوكي في كردستان إلى خط الأنابيب الرئيس الذي يصل إلى ميناء جيهان التركي. سيول وتدرس سيول عرضاً قدمته طهران لنقل النفط الخام على متن ناقلات إيرانية، كما أعلنت ناطقة باسم الحكومة أمس، ما يُتيح لها الالتفاف على الحظر الأوروبي واستئناف الاستيراد. وأعلنت ناطقة باسم وزارة الخارجية لوكالة «فرانس برس» أن ذلك أحد الخيارات، مؤكدة أن «الحكومة تدرس الاقتراح مع مصافي النفط الكورية الجنوبية والسلطات الإيرانية». وأوقفت سيول وارداتها من النفط الإيراني بداية الشهر الجاري بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ لحمل إيران على التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وعلقت سيول وارداتها لأن الاتحاد الأوروبي بات يحظر على الشركات الأوروبية إعطاء تأمين السفن التي تنقل النفط الإيراني الخام في أي مكان من العالم، بينما تعتمد كوريا، وغيرها، على الشركات الأوروبية لهذا النوع من التأمين. وعام 2011، بلغت واردات النفط الإيراني 9.4 في المئة من إجمالي واردات كوريا الجنوبية النفطية، أي 87.2 مليون برميل، في حين تستورد الأخيرة كل حاجاتها النفطية، وأعلنت في كانون الثاني (يناير) الماضي أنها لا تستطيع التضحية بما تزودها به إيران. وأعلن مسؤول حكومي كبير رفض الكشف عن هويته لصحيفة «شوسن ايلبو» أن «سيول بدأت تتوصل إلى قرار في اتجاه الاتفاق مع إيران على اقتراحها، وبموجبه ستؤمن إيران تأميناً قيمته بليون دولار لناقلات النفط. وتوجهت الأسبوع الماضي مجموعة من المسؤولين الكوريين الجنوبيين الحكوميين ومن قطاع الصناعة النفطية إلى إيران لبحث الاقتراح، كما أكدت وزارة الاقتصاد لوكالة «فرانس برس»، في حين هدّدت طهران نهاية حزيران (يونيو) الماضي سيول بوقف وارداتها من المنتجات الكورية الجنوبية في حال توقفت عن استيراد النفط الإيراني. وبلغت قيمة الصادرات الكورية الجنوبية إلى إيران 6.07 بليون دولار عام 2011، و2.9 بليون في الشهور الخمسة الأولى من السنة، أي بزيادة نسبتها 40 في المئة خلال سنة. الأسعار وارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أمس إلى أكثر من 102 دولار للبرميل، بعدما جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني أفضل قليلاً من المتوقع، ما حسّن المعنويات في أسواق السلع، في وقت كثّفت فيه الولاياتالمتحدة جهودها للحد من قدرة إيران على تصدير النفط. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 1.29 دولار إلى 102.36 دولار للبرميل، وصعد الخام الأميركي الخفيف 77 سنتاً إلى 86.85 دولار. ولفت محللون وتجار إلى أن الأسعار ترتفع بعد شعور السوق بالارتياح نتيجة البيانات الصينية، مشيرين إلى الخطوات الأميركية الجديدة للحد من قدرة إيران على تصدير النفط بتصنيفها لشركة الناقلات الإيرانية وسفنها بأنها كيانات تابعة للدولة. وأعلنت منظمة «أوبك» أن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 97.41 دولار للبرميل أول من أمس، من 96.84 دولار في الجلسة السابقة.