أبدى مدافع فريقي القادسية والهلال والمنتخب السعودي السابق عبدالله الشريدة قلقه من تراجع مستويات المدافعين في المنافسات المحلية مؤكداً أن كرة القدم السعودية لم تعد تمتلك «المدافع الحقيقي». واعتبر الشريدة ازدياد التعاقد مع المدافعين غير السعوديين مؤشراً واضحاً على عدم وجود مدافعين محليين مناسبين، قائلاً: «الوضع سيئ للغاية ويمكن وصفه بالمأسوي، فكرة القدم السعودية لم تعد تمتلك اللاعبين الذي يمتلكون إمكانات المدافع، والأندية اضطرت إلى الاتجاه إلى اللاعب الأجنبي لسد هذه الثغرة، وربما أستثني من هذا الرأي مدافع نادي الاتحاد أسامة المولد الذي أرى أنه الوحيد القادر على حمل صفة المدافع لما يمتلكه من مميزات وإمكانات، ومع ذلك فهو يعاني بوضوح من عدم اهتمامه بنفسه ما يجعله عرضة للإصابات المتكررة». وزاد: «اندثار المدافعين انعكس في صورة سلبية على وضع خط الدفاع في الأخضر، فالمنتخب عبارة عن مخرجات الأندية». ولم يستثن الشريدة درجتي الناشئين والشباب، مضيفاً: «الأمر لا يقتصر على الفريق الأول بل يشمل جميع الفئات من ناشئين وشباب وأولمبي، ولو لاحظت لوجدت أن الأهلي والاتحاد استقطبا مدافعين من خارج أسوار النادي إذ استقطب الأهلي أربعة لاعبين هم أسامة هوساوي وكامل الموسى ومنصور الحربي وعلي الزبيدي فيما عوضت الأندية الأخرى نقطة الضعف بتعاقدات خارجية». وحمّل الشريدة الأندية مسؤولية أزمة المدافعين، قائلاً: «الأندية تتحمل مسؤولية غياب المدافعين لكونها اعتمدت على المدرب الوطني الذي مع تقديري له لا يصل إلى مستوى المدرب الأجنبي من حيث إعطاء الحصص التدريبية الكافية للاعبين وخصوصاً للفئات السنية، ما أوجد ضعفاً عاماً في المدافعين». واستطرد: «الأهلي مستثنى من هذا الحديث لكونه يشهد اهتماماً لافتاً بالفئات السنية من خلال التعاقد مع مدربين أجانب مميزين». وواصل: «في السابق كان يتم التعاقد مع مدربين أجانب من مدارس عدة، ما يسهم في تعزيز قدرات اللاعبين ويمدهم بخبرات متنوعة، فبصفتي لاعباً قدساوياً مثلاً تدربت بإشراف مدربين من مدارس متفاوتة، واستفدت من خبراتهم، وأتمنى عودة الأندية إلى التعاقد مع المدرب الأجنبي كسابق عهدهم، وأرجو هنا أن لا يُفهم كلامي بأنني ضد المدرب الوطني». وحول تأثير الوضع الحالي على «الأخضر» في المنافسات المقبلة التي يشارك بها قال: «في شكل عام المنتخب السعودي تأثر من غياب المدافعين، فاللاعب الموجود الآن لاعب مصنوع وليس صاحب موهبة كما هو في السابق، فالأجيال السابقة التي مرت على كرة القدم السعودية لن تعوض أبداً، والفوارق كبيرة جداً بين لاعبي الجيل الحالي ولاعبي الماضي من حيث المهارة والبنية الجسمية والرغبة والاهتمام على رغم أن المنطق يفترض العكس في ظل وجود الاحتراف». وزاد: «ربما يكون لضعف المباريات التجريبية التي يخوضها اللاعبون الآن سبب فيما يحدث، فعلى صعيد المنتخب الأول كانت هناك مباريات ودية في السابق أقوى من الحالية ولكن الوضع القائم الآن أوجد لاعبين مصطنعين، ومن جانب آخر ربما يكون اللاعبون أنفسهم هم السبب إذ إن همهم بات تأدية التدريبات فقط من دون البحث عن تطوير أنفسهم، وهناك نقطة أخرى توضع في الاعتبار وهي تعدد مجالات الترفيه التي من الممكن أن يكون لها دور فيما يحدث».