الرحلات المكوكية التي يقوم بها فريق الاتحاد الكروي في مراحل الحسم قد تقضي على آماله محلياً أو خارجياً أو كليهما معاً، فقد تنقل من جدة إلى الدوحة، ثم إلى نجران وعاد وذهب إلى مكةالمكرمة، ثم غادر إلى أبو ظبي، وسيتوقف في الرياض الأحد المقبل. فريق الاتحاد الكروي وقع ضحية سوء البرمجة المحلية التي اشتكت منها الفرق كافة، بدءاً من الهلال الذي لعب أول مبارياته في دوري المحترفين خارج أرضه، إذ لعب أمام أبها في أبها، ثم أمام الرائد في الرياض، ليلعب بعدها في نجران، ثم يعود إلى السفر ليلعب في تبوك أمام الوطني، واهتز على إثرها الفريق الكروي وبدا وكأنه سيدفع ثمن هذه البرمجة العشوائية، إذ وصل الفارق بينه وبين الاتحاد إلى خمس نقاط، وهي نقاط مؤثرة، وارتفع الفارق إلى سبع نقاط، ولم يستعد فريق الهلال أنفاسه إلا في منتصف الدوري، وكاد الاتحاد، هذه الأيام، يمر بما مر به الهلال في بداية الدوري، وإن كان وضع الاتحاد أفضل لفارق خبرة مديره الفني السيد كالديرون الذي عرف آلية منافساتنا، فاعتمد على سياسة توزيع الجهد على اللاعبين، ولم يعتمد على تثبيت التشكيلة كما تنادي به صحافة الاتحاد العوجاء، ولذا نجح السيد كالديرون في تلافي مطب الرحلات المكوكية، التي بدأت برحلة ملاقاة أم صلال في دوري المحترفين الآسيوي في الدوحة ليفوز ويتصدر مجموعته، ثم عاد ليسافر إلى نجران، ويحصل على ثلاث نقاط مهمة برباعية أكدت تمسكه بالصدارة المحلية، وواصل التنقل ليقابل غريمه التقليدي فريق الوحدة في مكةالمكرمة، ويسجل فوزاً صريحاً ومهماً، ومساء أمس كان في أبو ظبي لمواجهة فريق الجزيرة آسيوياً، وسيعود إلى مواجهة الهلال في الرياض لتحديد بطل دوري المحترفين السعودي. كالديرون ألمح في مؤتمره الصحافي قبيل مواجهة الجزيرة إلى صعوبة المغامرة بأهم أوراقه الفنية واحتفاظه بهم للمواجهة الأهم أمام الهلال، وهذا تكتيك مقبول لأن تحقيق نتيجة سلبية أمام الجزيرة الإماراتي سيتقبلها جمهور الاتحاد لوجود فرصة تعويض في لقاء الرد، بينما مواجهة الهلال تحدد جهد موسم بأكمله ولا تحتمل أية هفوة فنية من المدرب أو اللاعبين. الإرهاق قد يطاول لاعبي الهلال أيضاً، الذين لعبوا ثلاث مباريات مهمة في مدة عشرة أيام، وقد يتأثر الهلال محلياً أو خارجياً، وهذه ضريبة منطقية لسوء البرمجة التي نعاني منها منذ سنوات ولم نجد لها حلاً. نهائي الدوري السعودي الأحد المقبل، إذا لم يفسده الإرهاق فسيكون لقاء فوق هام السحب، وسنقدم هوية كرتنا السعودية عبر قنوات سعودية عدة، وسيكون المشهد في مجمله «كرة سعودية مميزة وممتعة»، أما إذا تعرض أي طرف من أطراف النهائي لمطب «الإرهاق»، فعلينا التحلي بالصبر، وتهنئة البطل على مضض.