الفرح يعيد صياغة الأشياء بطريقة مبهجة... بل إنه يمنحها وجهاً جديداً تصبح معه أكثر متعة وتفاؤلاً.. فوز الأخضر على العراق وتمسكه بصدارته ثم تعادله بالأمس في الصين كلها نتائج كانت كفيلة بإعادة الثقة وتذوق الفرح واستعادة طعم الانتصار... ولعل الفرحة الكبرى والمشاهد الاحتفائية التي عاشتها الجماهير في الدمام كانت نتاجاً طبيعياً لحال اشتياق ورغبة صادقة في الخروج من أزمة الحظوظ العاثرة التي لازمت الأخضر في أعوامه الماضية على رغم كل ما قدم له وحظي به. اليوم بدأ أخضرنا يتعافى ويستعيد ذاكرته ويعود لتلمس أمجاده.. والأهم أنه جعلنا نتنفس على مدى الأيام الماضية هواء نقياً خالياً من لغة التعصب والحقد والكراهية التي سممت جسد الرياضة في منافساتنا المحلية. أعتقد أن محبي فريقنا الوطني وعشاق أخضرنا عاشوا أسبوعاً بمزاج في قمة «الاعتدال» و«الروقان»... بل إنه منحهم شعوراً بالتفاؤل وسط حال الإحباط التي صنعتها أحياء غارقة وشوارع عاجزة ودوري تصريف تجيده المدارس وتفشل فيه الأنفاق! لذا فإن الأخضر يستحق أن يجد كل هذا الفرح وكل هذا الاحتفاء وكل هذه البهجة التي ظهرت على نجومه وجماهيره ورئيس اتحاده، بل وعلى مسؤول رياضته الأول، هؤلاء حق لهم أن يفرحوا ويبتهجوا بهكذا مستويات وصدارة وروح عالية صنعت فريقاً متجانساً.. في مقابل ذلك.. لا أدري لماذا نستكثر عليهم الفرح ونمارس أعلى درجات السخرية وألفاظ التهكم تجاه حق مشروع لهم؟! فهؤلاء الذين نستغرب فرحتهم هم من نصفهم بالجبناء والمتخاذلين عند الخسارة، هم ذاتهم من نطلق عليهم أشباح لاعبين وأنصاف محترفين، بل هم من نوجه إليهم أقسى درجات النقد ونطالب بإبعادهم بعد كل إخفاق ولا نكاد نسمع لهم صوتاً ولا نمنحهم فرصة التبرير على أقل تقدير! اليوم حينما يعيشون حقهم المشروع في الفرح مع أنفسهم وجماهيرهم نصفهم بالمبالغين! إنها معايير الإنصاف المفقودة! سيظهر كثيرون في هذه الأثناء ليرددوا هل الوصول إلى نهائيات آسيا أصبح إنجازا؟! نعم الوصول ليس إنجازاً... ولكن العودة بمنتخب قوي هو الانجاز. لذا فامنحوهم ما يستحقون وانشروا التفاؤل... التفاؤل فقط في طريق الأخضر وجماهيره لأجل القادم، وإن لم تكونوا فاعلين فاتركوهم وعودوا إلى تعصبكم الأول... [email protected] rajaallhalsolam@