سخرت طهران أمس، من تقرير لتنظيم معارض اتهمها بتشييد موقع نووي «سري» في مركز عسكري، معتبرة أنه يسعى إلى التأثير في جولة المحادثات التي تبدأ في جنيف اليوم، بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وكان «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، الجناح السياسي ل «مجاهدين خلق» أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في المنفى، أعلن «كشفه موقعاً نووياً غير معلن»، مشيراً إلى أنه «مخفي في منطقة عسكرية واسعة» وسط إيران. وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان إن «مزاعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو وزمرة المنافقين الإرهابية (مجاهدين خلق)» في هذا الصدد، «كاذبة وبلا أساس»، متهماً «المحور الفاشل للصهاينة والمنافقين»، بالسعي إلى «التأثير في مسيرة المفاوضات والديبلوماسية الناجحة لإيران وتضليل الرأي العام العالمي». في غضون ذلك، وجّه 390 إيرانياً، من معارضين وسجناء سياسيين سابقين وأعضاء في المجتمع المدني، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، تحض باريس على أداء «دور بنّاء» في مفاوضات جنيف و»المساهمة في إنجاحها». ووَرَدَ في الرسالة: «نحن ضحايا القمع في إيران وننتمي إلى تيارات سياسية عدة، مقتنعون بأن الرئيس الإيراني الجديد (حسن روحاني) يريد انفتاحاً، ونرى أن على الدول العظمى، وبينها فرنسا، أن تردّ في شكل إيجابي». وشدّدت الرسالة على أن اتفاقاً بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «سيزيل خطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة ويضعف تهديد الأصولية في الشرق الأوسط». وبين الموقعين على الرسالة، وزير الثقافة الإيراني السابق عطاء الله مهاجراني والصحافي الإصلاحي عيسى سحر خيز. وكان هولاند أكد في خطاب أمام «الكنيست» (البرلمان) الإسرائيلية أن «فرنسا لن تدع إيران تمتلك سلاحاً نووياً»، ودعا إلى إبقاء العقوبات عليها «ما دمنا لم نتأكد من تخليها نهائياً عن برنامجها العسكري». تلى ذلك، توجّه نتانياهو إلى موسكو اليوم، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي قوله: «نريد من (الروس) أن يفهموا مخاوفنا في شكل افضل والحاجة إلى منع إيران من امتلاك قدرة على تحقيق اختراق، أي القدرة على تطوير سلاح نووي، في المكان والزمان الذي تحدده». وقال نتانياهو لصحيفة «بيلد» الألمانية، مخاطباً الغربيين: «أنتم لا تفكّكون أي قدرة على صنع المواد الانشطارية للأسلحة النووية. ستتمكن إيران من الإبقاء على كل أجهزة الطرد المركزي، آلاف منها. إنها تقوم بتنازل بسيط تستطيع التراجع عنه في أسابيع، وما الذي ستقدّمه الدول الست لها؟ عقوبات مخففة قد تؤدي بسرعة كبيرة إلى انهيار كل نظام العقوبات». واعتبر أن «الدول الست تمنح إيران اتفاقاً رائعاً، فيما لن تقدّم الأخيرة أي شيء تقريباً. هذا اتفاق سيء». لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ترجيحهم إبرام اتفاق في جنيف، مستدركين: «عزاؤنا أن هذا اتفاق مرحلي وأدخلت الدول الست تحسينات عليه». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إنه «يحترم بشدة» مخاوف نتانياهو من اتفاق محتمل مع طهران، مستدركاً: «لا شيء مما نفعله سيعرّض إسرائيل لأي خطر إضافي، ونعتقد بأنه يقلّل الخطر». وأعلن أنه سيزور إسرائيل بعد عطلة عيد الشكر الأسبوع المقبل، لمتابعة محادثاته مع نتانياهو في شأن إيران، علماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان أعلن أن كيري سيزور الدولة العبرية بعد غد. على صعيد آخر، رفضت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) تقريراً نشرته وكالة «رويترز» أفاد بامتلاك هيئة يسيطر عليها مرشد الجمهورية علي خامنئي، أصولاً مالية قدرت قيمتها ب 95 بليون دولار، وجمعتها من مصادرة ممتلكات لإيرانيين يعيشون في الخارج. واتهمت «إرنا» الوكالة بطرح «حقيقة مجتزأة» عن تلك الهيئة، معتبرة أن التقرير «مضلّل» هدفه «إثارة شكوك بين الشعب وتدمير ثقته بمؤسساته» وتقويض «أركان الثورة». لكن ناطقاً باسم «رويترز» أعلن أن الوكالة تصرّ على دقة تقاريرها.