قدّم 12 فناناً سعودياً تجاربهم الجديدة في معرض بعنوان: «ضد التيار»، نظمته مؤسسة منصة الفن المعاصر CAP بالتعاون مع مؤتمر نقاط الذي أقيم أخيراً في الكويت. الأعمال التي عرضها السعوديين مستوحاة من واقع الحياة الجديدة التي يعاصرونها ضمن معرض جماعي وبإدارة آيا علي رضا ورنيم فارسي. وتنوعت الأعمال المشاركة بين أكثر من تجربة وأكثر من جيل فني سعودي معاصر، جاء في مقدمهم الفنان أحمد ماطر والفنان عبدالناصر غارم والفنان فيصل سمرة. وكذلك مشاركة الفنان أيمن يسري وهو أحد أهم الأسماء الفنية المقيمة في السعودية. والفنانة منال الضويان كذلك، والذين يعتبرون من أوائل المشتغلين بالفنون الحديثة في المشهد الفني السعودي. كما شملت قائمة المشاركين عدداً من الفنانين الشباب الذين يمثلون مستقبل التجارب الفنية الجديدة على رغم من مشاركاتهم البارزة أخيراً محلياً ودولياً أيضاً، وهم جوهرة آل سعود وسامي التركي وناصر السالم وماجد الثبيتي ودانيا الصالح وشاويش وغادة الربيع. وتتمثّل «ضد التيار» كما جاء في بيان إدارة المعرض «بمجموعات واسعة من الأعمال الفنية التي تتميّز بشجاعة تدل على توق الفنانين إلى التغيير البناء والمستدام». من جهة أخرى يسلّط المعرض الضوء على وطنهم الأم الذي بتشجيعه ونقده يدفع الفنانين إلى الاتجاه ضد التيار. وتضمن المعرض عدداً من الأعمال الفنية، من بينها عمل الفنان ماجد الثبيتي الذي عُرف عنه الاشتغال بالكتابة الإبداعية ونشاطه الأدبي خلال الأعوام الماضية بعد فوزه بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2009، إذ جاءت مشاركته الفنية في هذا المعرض بعمله المعنون ب (لَ عَ بْ 2010) وهو عبارة عن طباعة على ألمونيوم (أوراق اللعب – الكوتشينة) بحجم كبير، تلاعب فيها بين الرقم والشكل، لخلق حقيقة جديدة يختبر فيها الانتباه ويبحث في منطقة بصرية جديدة بالاستناد على مهمات وظيفته ممرضاً في مصحة نفسية شهيرة. ومع تنوّع الأعمال المشاركة جاءت مشاركة الفنان ناصر السالم في تقديم أعمال مزخرفة بالخط العربي، سلّط فيها الضوء على جانب المعاصرة والأصالة لقيمة الخط العربي، ومحتواه اللغوي الجديد، بلوحتين أحدهما تحمل جملة: «ممنوع التدخين» والثانية بجملة: «للعائلات فقط»، علماً بأن الفنان هو أحد أبرز الأسماء الفنية المشتغلة بالخط وفنونه في السعودية. واعتبرت مؤسسة منصة الفن المعاصر بالكويت في كلمة لها، بعض الفنانين السعوديين «الأكثر نشاطاً في التعبير الاجتماعي». وأن موضوع «التغيير بحد ذاته مستمر، ويمر بأطوار متفاوتة ليس من السهل التحكم فيها أو السيطرة عليها، وقد يواجه التغيير نتائج ذات ردود عكسية، ولذا يلزم الحرص على التفريق بين ما يجب تغييره وما يجب تعديله بعد إنقاذ ما تبقى منه، وفي «عكس التيار» نرى الفنانين يدفعون المجتمع إلى الانتباه إلى ذاك الخط الرفيع الذي يفرق بين مفهومي «التغيير والتعديل»، مما يشكل تحدياً لدى المتلقي في البحث عن التوازن الفكري أثناء خوضه في المفاهيم الثقافية والحضارية المركّبة لهذا العالم الغامض.