قد لا يعرف كثيرون أن مجلة «نيوزويك» الذائعة الصيت خرجت من رحم «تايم». فحين قرر هنري لوس وزميله بريتون هادن تأسيس مجلة أسبوعية، نصحه أحد أصدقائه بتوظيف صحافي بريطاني مبتدئ في السابعة والعشرين من العمر اسمه توماس مارتن. اشتغل الأخير في «تايم» مدة سنتين، اكتسب خلالها مهارات العمل في مجلة أسبوعية. ولما عرف «سرّ المهنة» قرر أن يصدر مجلة أسبوعية خاصة به. ولما اختمرت الفكرة في رأسه، وجمع لها ما لزم من مال وبشر، أصدر «نيوزويك» في 17 شباط (فبراير) 1933. وسارع إلى إرسال نسخة من العدد الأول هدية إلى لوس، «معلمه» ورب عمله السابق في «تايم»، ليخبره بطريقة ديبلوماسية عن ولادة مطبوعة منافسة للمجلة الأم التي كانت على وشك الاحتفال بالذكرى العاشرة لصدورها. فما كان من لوس إلا أن ردّ عليه برسالة مقتضبة تمنى له فيها «حظاً موفقاً» في مشروعه. ثمة من يقول إن خلافاً مهنياً نشأ بين لوس ومارتن جعل الأخير يغادر «تايم» إلى غير رجعة، مصمماً على «الثأر» من المجلة الأم. لكن الأكيد أن «نيوزويك» حققت الهدف الذي نشأت من أجله، خصوصاً بعدما ثبّتت قدميها في عالم الصحافة الأسبوعية. وبعد وفاة لوس في 28 شباط (فبراير) 1967، بأزمة قلبية عن 69 سنة، صدرت المجلتان في الأسبوع ذاته بموضوع غلاف واحد. ولما كان طبيعياً أن تتصدر صورة لوس غلاف مجلته، كان مفاجئاً أن يكون يتصدّر هو أيضاً غلاف «نيوزويك»، بتصميم أكثر جاذبية. وغطت الأخيرة الحدث في شكل جيد، حتى أن رسائل القراء في العدد التالي امتدحتها أكثر مما امتدحت تغطية «تايم». وكتب المعلّق أمت جون هيوز عن لوس، الرجل الذي عرفه وعمل معه 13 سنة. فكانت تحية شخصية من صحافي لأستاذ كبير في المدرسة التي تخرّج منها هيوز. وكتب دوايت مارتن، رئيس التحرير الأول في «نيوزويك» قصة حياة لوس، وحياة الامبراطورية التي تربّع على عرشها أكثر من 44 سنة. فكانت روايته صادقة بعيدة عن العاطفة، ركز فيها على الأسلوب الجديد الذي أدخله لوس على الصحافة الأسبوعية، بواسطة الكلمات والصور. وروى حكاية التنافس بين المجلتين الكبيرتين طوال ربع قرن. وقال مارتن إن غياب لوس سيترك فراغاً بين الذين يعملون معه، وبين الذين ينافسونه. وقدمت «نيوزويك» لتغطيتها الحدث بقولها إن «هنري لوس أكبر من أن تفيه حقه 6 صفحات في مجلة».