بعد «حمام الدم» الذي شهده حي غرغور في طرابلس الغرب أول من أمس، وراح ضحيته وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة 43 قتيلاً و461 جريحاً، اندلعت مواجهات مسلحة أمس، في ضاحية طرابلسالشرقية، حيث حاول مسلحون من سكان العاصمة منع عناصر تابعين لميليشيا مصراتة من دخول المدينة للانتقام لرفاق لهم قُتلوا خلال القمع العنيف الذي مارسته تلك الميليشيا بحق التظاهرة السلمية لأهالي طرابلس التي طالبت بإنهاء مظاهر التسلح في العاصمة. وبدأت المواجهات أمس، حين هاجمت ميليشيا مصراتة، ثكنة للجيش في تاجوراء، إحدى ضواحي العاصمة، التي يسيطر عليها ثوار سابقون من طرابلس. وخلّف الهجوم قتيلاً وثمانية جرحى، وفق ما أفاد مصباح الحرنة آمر الكتيبة التي تتبع بشكل شبه رسمي وزارة الدفاع. وأضاف أن «المجموعات انسحبت بعد أن استولت على عدد من تجهيزات الكتيبة من بينها أسلحة وسيارات وذخائر». من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء الليبي في مؤتمر صحافي «الجميع إلى ضبط النفس وعدم التمادي في المواجهة»، معتبراً أن «الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تاريخ ليبيا وفي نجاح ثورة ليبيا من عدمه». وأكد زيدان أن «أي دخول لأي قوات لطرابلس سيكون أثره كارثياً وقد يؤدي إلى مذبحة». وحاولت قافلة عربات مسلحة قدمت من مصراتة (200 كلم شرق العاصمة) ليل أول من أمس، التقدم باتجاه طرابلس ما أدى إلى اندلاع معارك في تاجوراء، الضاحية الشرقية للمدينة. وأقفل شباب تاجوراء (10 كلم عن طرابلس) المداخل والمخارج المؤدية إلى منطقتهم وخاصة الطريق السريع الذي يربط شرق العاصمة بغربها ما أدى إلى ازدحام شديد في الطرقات الفرعية. في غضون ذلك، شيّع الآلاف من سكان طرابلس عقب صلاة العصر أمس، ضحايا التظاهرة السلمية التي جوبهت بالرصاص الحي. واحتشد آلاف المصلّين وأهالي الضحايا في ميدان الشهداء وسط العاصمة، لتأدية صلاة الجنازة وتشييع ضحاياهم. وتلا المجلس المحلي لطرابلس خلال الجنازة بياناً تعهّد فيه ب «مواصلة السعي حتى تطهير العاصمة من أوكار الجريمة والفساد، وإجلائها من كافة التشكيلات المسلّحة». وجاء في البيان: «لن يخور لنا عزم حتى تحقق أهدافنا وتصبح مدينة طرابلس لكل الليبيين من دون أي مظاهر للأسلحة أو التسليح». وحمّل البيان «رئيس الحكومة وزير داخليته، ورئيس أركانه، وكل من يدعم المليشيات سواء كانت شرعية أو غير شرعية مسؤولية أحداث طرابلس» التي جرت أول من أمس. وعلى رغم أن الجنازة سارت بصورة طبيعية، إلا أن المشيّعين ردّدوا هتافات تحرّض شباب العاصمة على جعل هذه الليلة «ليلة حاسمة»، وقالوا: «يا شباب العاصمة نبو (نريد) ليلة حاسمة»، و «نبو جيش ونبو شرطة، راهو ليبيا في ورطة»، و «شهداء شهداء من أجلك يا ليبيا».