اندلعت مواجهات مسلحة بعد ظهر السبت في الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس، حيث يحاول مسلحون منع عناصر من ميليشيا مصراتة من دخول المدينة، للانتقام لرفاق لهم قتلوا خلال معارك وقعت أمس الجمعة في العاصمة، خلفت أكثر من أربعين قتيلاً. وبدأت هذه المواجهات صباحاً، حين هاجمت مليشيا مصراتة، ثكنة للجيش في تاجوراء بضواحي طرابلس، يسيطر عليها ثوار سابقون من طرابلس. وخلف الهجوم قتيلاً وثمانية جرحى، وفق مصباح الحرنة آمر الكتيبة التي تتبع بشكل شبه رسمي وزارة الدفاع. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن الحرنة تأكيده "وفاة أحد أفراد الكتيبة وجرح 8 آخرين في اشتباكات فجر اليوم السبت، بين مجموعات مسلحة من مصراتة وأفراد من الكتيبة". وفق المصدر نفسه فإن "المجموعات انسحبت بعد أن استولت على العديد من تجهيزات الكتيبة، من بينها أسلحة وسيارات وذخائر". ودعا رئيس الوزراء الليبي في مؤتمر صحافي "الجميع إلى ضبط النفس وعدم التمادي في المواجهة"، معتبراً أن "الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تاريخ ليبيا، وفي نجاح ثورة ليبيا من عدمها". وأكد زيدان أن "أي دخول لأي قوات إلى طرابلس سيكون أثره سلبياً وكارثياً، وقد يؤدي إلى مذبحة". وبعيد ظهر السبت، كانت قافلة من عربات مسلحة قدمت من مصراتة، تحاول التقدم باتجاه العاصمة التي شهدت ليلتها الماضية انفجارات وإطلاق نار كثيف. وبحسب مصور لوكالة فرانس برس، أغلق الطريق الرابط بين شاطئ المدينة وشرقها انطلاقاً من وسط العاصمة، بعد ظهر السبت أمام حركة المرور، في حين تمركز مسلحون من طرابلس على عربات "بيك آب" مزودة بمضادات جوية، تجمعت في المدخل الشرقي للمدينة. وقال شهود إن "مواجهات تدور في ضاحية تاجوراء شرق العاصمة". ونددت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا بشدة ب"أعمال العنف الدامية"، ودعت في بيان إلى "الوقف الفوري للمعارك". كما اعتبرت السفيرة الأميركية في طرابلس ديبورا جونس في تغريدة، أن "هذه المعارك تمثل إساءة لأرواح شهداء الثورة على القذافي". ويحتج سكان طرابلس بانتظام ضد وجود الفصائل المسلحة في المدينة. وهذه المجموعات قدمت من مدن أخرى للمشاركة في السيطرة على طرابلس وطرد نظام القذافي في آب/أغسطس 2011، لكنها لم تغادر العاصمة بعد ذلك.