اندمجت عروض مسرحية ومعارض فنية وأفلام تجسد الكليشيهات في المجتمعات الفرنسي والمصري والعراقي والألماني في مشروع واحد أُطلق عليه اسم «ستامبا». وقد استوحى المشرفون على تنفيذ البرنامج التسمية من المجتمع الذي يتمسك بأمور معينة ويجعلها قانوناً ثابتاً، تماماً مثل الختم الذي يوضع على كل ورقة. ويتضمن المشروع اختيار كليشيهات سائدة في المجتمعات الأربعة وتجسيدها في ثلاثة أشكال، هي: الفيلم والمسرحية والمعرض الفوتوغرافي. أما مديرة مشروع العراق فهي تقيم هيلا ميوز، وهي ألمانية تعيش في العراق منذ أكثر من سنة وتشرف على تنفيذه. قالت إن المشروع يتضمن عروضاً مسرحية وفعاليات ثقافية ومعارض رسم وغيرها. وأوضحت أن «هناك اختلافات بين الثقافات بين العالم العربي في الشرق الأوسط وأوروبا، لكن انفتاح الثقافات بعضها على بعض سيتيح للجميع معرفة الآخر في شكل حقيقي، وليس عبر التلفزيون مثلما يحدث اليوم، فتعرف أوروبا العراق من خلال أخبار العنف والتفجيرات». وأضافت: «لا أحد في ألمانيا يعرف شيئاً عن تاريخ العراق أو تقاليده مثلاً، لذا يمكننا تسليط الضوء على العقود الستة الماضية كي نفهم ما حدث في العراق في تلك المرحلة ثم نقرأ المستقبل. ومشروع «ستامبا» يهتم بما حدث في نفوس الناس وطبيعة تفكيرهم بتلك الأحداث وضرورة أن يتعلموا كيف يغيرون أنفسهم، لأن التغيير ممكن وليس مستحيلاً». وقالت إن على «الشعوب أن تتعلم كيف يحترم بعضها بعضاً وألا تأخذ بالصورة النمطية التي يتم تكريسها في أذهاننا عن أي مجتمع آخر». كانت مسرحية «موت مواطن عنيد» أول عرض لمشروع «ستامبا» في العراق، وهي تعكس الأوضاع التي يعيشها المواطن العراقي مختصَرة في فرد واحد هو البطل الرئيس للقصة الذي يرفض المدينة التي يعيش فيها وينهزم أمام مشكلة خاصة فتقوده الصدفة إلى بيت صاحبته كفيفة وتعيش مع والدها المسن ولا تخرج من المنزل. ومن هنا تبدأ الحبكة، إذ يكتشف هذا الشخص أن همومه كإنسان يعيش في المجتمع هي الهموم ذاتها التي تعيشها المرأة الضريرة مع والدها داخل البيت، ويخلص إلى أن التغيير يجب أن يبدأ من داخلنا كبشر. وفي المشروع أيضاً معارض فنية بدأت بمعرض يصور الحياة اليومية في ألمانيا، وهو معرض فوتوغرافي تحكي كل لقطة فيه قصة معينة، علماً أن كل الصور التُقطت في يوم واحد على أيدي مجموعة من المصورين الألمان المحترفين وجُمعت في معرض واحد. وهي تعكس مشاهد من الحياة اليومية في المدارس ومواقع العمل والمستشفيات والأماكن العامة في برلين... وسيشمل البرنامج عرض المسرحيات والأفلام المشاركة في ألمانيا وفرنسا والقاهرة، ويستمر المشروع حتى عام 2014.