تحتفظ ذاكرة الخليجيين اليوم باسم وزير التربية والتعليم السعودي الأمير خالد الفيصل، بعدما كان صاحب الفكرة التي نظمت من خلالها 22 بطولة رياضية تجمع الفرق الخليجية كل عامين، واليوم عاد صاحب فكرة «خليجي 22» ذاته ليقترح تحويل دورات الخليج لكرة القدم إلى «أولمبياد» خليجي يشمل الألعاب الرياضية كافة، إضافة إلى مسابقات ثقافية وفنية وعلمية للشباب الخليجي، مطالباً بعدم التكاسل والتشكيك، قائلاً: «أبناء الخليج أهل لأن يفعلوا ذلك». جاء ذلك خلال حفلة تكريم رؤساء الوفود المشاركة في «خليجي 22» التي أقامها أمس أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز في قصر الحكم. وفي الرياض وبعدما فشل اليوم الأول من البطولة في عكس صور التنافس الحقيقي للبطولة، نجح ثاني أيامها في إنقاذ الموقف، بعدما كسر حاجز الديبلوماسية المملة التي غلفت البطولة، إذ تصدر الجدل التحكيمي المشهد الرياضي، ليجبر الهادئ جداً رئيس الاتحاد العُماني خالد البوسعيدي على الخروج عن صمته بعدما أكد عبر حسابه على «تويتر» بأن الحكم السعودي مرعي العواجي لا يستحق الشارة الدولية التي يحملها. غضب البوسعيدي جاء بعد تعادل منتخب بلاده أمام الإمارات في المباراة الأولى، والتي شهدت إلغاء الحكم السعودي لهدف عُماني. عدوى الغضب من الحكام انتقلت إلى المباراة التي شهدت أول فوز في البطولة، حين ذهبت نقاطها الثلاث إلى المنتخب الكويتي على حساب نظيره العراقي، فيما نال حكمها السلوفيني سكومينا دامير نصيباً واسعاً من السخط العراقي إثر كرة أوقفها المدافع الكويتي حسين فاضل على خط المرمى بعدما ارتطمت بيده وسط إصرار الحكم على سلامة اللعبة، فيما كشفت اللقطات التلفزيونية عن وجود صانع الهدف الكويتي الوحيد بدر المطوع في موقف تسلل لحظة تسلّمه الكرة التي هزت الشباك في الدقيقة الأخيرة من المباراة، ومنحت المنتخب الأزرق الفوز. وفيما كان الركض توقف يوم أمس في ظل راحة المنتخبات الأربعة، تحضر الندية بكاملها في مباراة اليوم، إذ تتركز عيون السعوديين كافة على ما يمكن وصفها بالفرصة الأخيرة لمدرب المنتخب كارو لوبيز، حين يلتقي بالمنتخب البحريني، إذ إن فشل «الأخضر» في تحقيق الفوز سيزيد من الغضب الجماهيري ضد المدرب الإسباني الذي حمّله جل الشارع الرياضي في السعودية التعادل أمام المنتخب القطري، فيما تشير الأنباء إلى قرار إقالة منتظر في حال خسارة المباراة أو حتى البطولة في أية مرحلة، لكن مهمة المنتخب المستضيف لن تكون سهلة، فخصمه «الأحمر» يعاني من المشكلات ذاتها. (راجع ص 21 - 23) قيمة المباراة الثانية للسعودية بدت واضحة في أحاديث مدربه الإعلامية، إذ وصفها بالمباراة النهائية، مشدداً على أن جميع لاعبيه يدركون قيمة المباراة وأهميتها، ويعرفون أن خسارتها قد تبعدهم تماماً عن المنافسة، لكنه عاد للتأكيد على الندية الكبيرة التي ستحظى بها المباراة، خصوصاً وأن الفوز مطلب يأتي بالقيمة ذاتها بالنسبة للمنتخبين. إثارة اليوم ستنطلق أولاً بلقاء يبدو أكثر سهولة على الورق حين يصطدم المنتخب القطري بنظيره اليمني، أكبر مخاوف «العنابي» تتمثل في المستوى اللافت الذي أحدثه ضيوف البطولة المنتخب اليمني أمام البحرين، ومدى قدرته على مواصلة العطاء ذاته في ثاني المباريات. ويبحث القطريون اليوم عن الفوز فقط لضمان الصدارة، ودخول اللقاء الأخير في المجموعة أمام البحرين بفرص متعددة للتأهل، إذ إن أية نتيجة أخرى تقلص فرص تأهلهم إلى الدور الثاني بشكل كبير، فيما تقتصر طموحات الجماهير اليمنية على تحقيق فوز أول يدوَّن في سجلات البطولة بعد أن عجز عن ذلك في تجربتين سابقتين، على رغم أنه كان قريباً منه في المباراة الأولى أمام البحرين.