أعلن تحالف المعارضة السودانية أمس، إقرار آلية خاصة لإدارة العلاقات مع فصائل تحالف متمردي «الجبهة الثورية» بهدف «التنسيق الكامل» لإطاحة نظام الحكم في الخرطوم، في حين أعلن المتمردون عن قتل وأسر العشرات من القوات الحكومية في ولاية جنوب كردفان المضطربة. وقال الناطق باسم تحالف المعارضة كمال عمر عبدالسلام في مؤتمر صحافي أمس، إن قادة التحالف أقروا خلال اجتماع شارك فيه نحو 20 حزباً وتنظيماً، أبرزهم زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي والأمين العام للحزب الشيوعي عبد الدافع الخطيب، التعاون مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية» بشكل قاطع لإسقاط النظام. وأوضح أن الاجتماع وافق على إعلان ل «الجبهة الثورية» خلال التظاهرات الأخيرة ضد رفع أسعار الوقود في أيلول (سبتمبر) الماضي، طالبت فيه بتوحيد المعارضة. إلى ذلك، أعلن الناطق العسكري باسم «حركة العدل والمساواة» بدوي موسى الساكن أن قوات الحركة بالاشتراك مع عناصر من «الحركة الشعبية – الشمال» تمكنت من القضاء على قوة حكومية كبيرة في منطقة الضليمة بين مدن الدلنج - والدبيبات والفرشاية في ولاية جنوب كردفان. وأشار إلى قتل عشرات من أفراد القوات الحكومية والمليشيات المتعاونة معها، بمن فيهم قائد القوة وهو برتبة عقيد. كما أسر المتمردون العشرات من بينهم ملازم أول واستولوا على 8 سيارات عسكرية محمّلة بالعتاد والصواريخ المضادة للطيران وأسلحة وذخائر ومؤن. وأضاف موسى الساكن أن قوات «الجبهة الثورية» هاجمت قوة حكومية متحركة مؤلفة من 70 سيارة عسكرية قادمة من كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، وسيطرت على قاعدة للجيش في منطقة كرتالا شرق مدينة الدلنج واستولت على مخازن أسلحة ومؤن وذخائر. من جهة أخرى، أكد رئيس تحالف «الجبهة الثورية» مالك عقار أن الاحتجاجات في السودان لن تتوقف، وستستمر حتى إسقاط النظام وإقامة حكومة ديموقراطية، مشيراً إلى تمسكه بالاحتجاجات السلمية لتحقيق الأهداف بعيداً عن العنف. ونفى عقار تلقي المتمردين سلاحاً من جهات أجنبية. وقال: «نحن قوى ثورية لدينا طرقنا الخاصة في جلب الأسلحة، كما أننا نحصل عليها كغنائم من الجيش السوداني»، لافتاً إلى أن حكومة جنوب السودان لا تساعدهم لأن لديها مشاكلها الخاصة كحكومة ناشئة. ودافع عقار عن فتح بعض فصائل «الجبهة الثورية» مثل «حركة تحرير السودان» بزعامة عبدالواحد محمد النور مكتب تمثيلي في إسرائيل، قائلاً: «نحن نقيم علاقات خارجية متساوية وهي علاقات للسلام والتعامل مع كل دولة على حدة حسب سياسة الجبهة الخارجية». على صعيد آخر، وافقت قبيلة المسيرية العربية على تقسيم منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان مناصفةً بينها وقبيلة «دينكا نقوك» الأفريقية كحل أمثل لتلك القضية. وأكد زعيم قبيلة المسيرية مختار بابو نمر أن مسألة التقسيم غير مرفوضة بالنسبة لهم، ولكنها رُفضت من جانب «الدينكا»، مؤكداً أن المسيرية لن تنظم استفتاءً أحادي الجانب كما فعل «الدينكا». وكان اقتراح تقسيم منطقة أبيي طرحته الولاياتالمتحدة، كنوع من الحل للأزمة بين الخرطوم وجوبا، غير أن قبيلة «الدينكا» رفضته وتمسكت بإجراء استفتاء لتحديد مصير المنطقة.