انتشرت مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر تدخل مواطنين في العمليات الأمنية التي شهدها حي منفوحة أخيراً أثناء قيام رجال الأمن بإخماد شغب قامت به عمالة إثيوبية مساء السبت الماضي، وظهر فيها سعوديين يعتدون على العمالة المخالفة بالضرب قبيل تسليمهم للجهات الأمنية، وهو ما أثار سجالاً واسعاً حول مثل هذه التصرفات. ووصف رئيس مركز أسبار للدراسات الدكتور فهد العرابي الحارثي تدخل المواطنين في أعمال رجال الأمن ضد المخالفين ب«الشوفينية المقيتة» التي جعلت الشارع السعودي يظهر وكأنه يتشفى في المقيمين الموجودين على الأراضي السعودية، بغض النظر عن المخالفات والأخطاء التي ارتكبها المقيمون، لافتاً إلى وجود جهات محددة تقوم على رعاية وتطبيق القوانين، ولا ينبغي التدخل في عملها. وأكد ل«الحياة» أن تدخل المواطنين في مثل هذه الحالات «من شأنه إثارة الفوضى فيختلط الحابل بالنابل، ولا تتمكن الجهات المعنية من معرفة الذي يزعم مساعدة رجال الأمن ممن يريد اصطياد أمور أخرى في الماء العكر». وأوضح أن العديد من الإصابات التي تمت في أحدث شغب منفوحة لم تتم إلا بسبب تدخل المواطنين، مشيراً إلى أن المقيمين الذين اضطروا إلى استخدام العنف لمواجهة ما حدث يعود إلى أنهم وجدوا أنفسهم تحت ضغط تدخل المواطنين بالضرب والإيذاء. وذكر أنه في حال كان المواطنون أبرياء فإنهم في هذه الفوضى يتحملون جزءاً كبيراً من الأضرار التي حدثت للمقيمين، فيما لا يعني ذلك تأييد وجود مقيمين غير قانونيين، ولكن لا بد من تصحيح أوضاعهم حتى تكون إقامتهم نظامية أو ترحيلهم بالطرق النظامية. واعتبر أن ما حدث في منفوحة «خطأ كبير» يشترك فيه المواطنون الذين استخدموا العنف، ورجال الأمن الذين لم يمنعوا المواطنين من التدخل، وأنه من الواجب حماية أرواح المقيمين وأجسادهم وأموالهم كما هو الحال مع المواطنين. وأضاف أن ما دفع الموطنين لتلك المشاركة هو قلة الوعي وعدم إدراكهم أن ذلك من المحظورات، وأنه يمنع عليهم أن يتدخلوا في عمل رجال الأمن، منوهاً بضرورة توعية المواطنين بالواجبات التي ينبغي أن يلتزموا بها في هذه الأحداث حماية لهم وللمقيمين الذين يعيشون بينهم. من جهته، كشف مصدر رسمي بجمعية حقوق الإنسان (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة» أن إخماد حالات الشغب والعمليات الأمنية لا بد من أن تترك لمطبقي القانون والجهات الأمنية المختصة والمعنية بتنفيذ القوانين، مشدداً على أن مشاركة المواطنين في هذه الحالات «غير مطلوبة ولا مرغوبة، ولا بد من مساءلة ومعاقبة المشارك في مثل هذه الأعمال التي تنتج منها آثار سلبية على االمواطن والمقيم». وحول مخاطبة الجمعية للجهات الأمنية في شأن اعتداءات عدد من المواطنين على المقيمين في الأحداث التي شهدتها منفوحة أخيراً، أوضح أن تعدي المواطنين على المقيمين والمشاركة في عمليات القبض على المخالفين «لم تظهر للجمعية إلا في وقت لاحق»، لافتاً إلى اهتمام الجمعية بهذا الشأن إذا ثبت تجاوز وانتهاك لحق هؤلاء المقيمين، حتى وإن كانت نية المواطنين حسنة، فلابد من محاسبتهم وأن يترك القانون وتنفيذه للجهات المكلفة به. وشدد المصدر على أن دور المواطن في هذه العمليات محصور بالإرشاد إلى العمالة المخالفة، وترك الجهات الأمنية تقوم بدورها. من جهته، اعتبر المتحدث الرسمي باسم شرطة جدة نايف البوق أن دور المواطن يقتصر على عملية تمرير المعلومة والإبلاغ عن أية حالة، كما أن الدور الفاعل يكمن في عدم إيواء العمالة المخالفة أو التستر عليهم، محذراً من خطر التجمهر أثناء قيام رجال الأمن بتنفيذ تلك الحملات، وأن ذلك من شأنه تعريض المتجمهر نفسه للخطر تحسباً لحدوث ما لا يحمد عقباه أثناء العمليات.