أكد المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين التابع لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس هاني زهران ل «الحياة» أن هناك تعاوناً بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ودول الجوار في مجال الزلازل في شكل مستمر، ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، جمهورية مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية واليمن، إذ يتم تبادل البيانات الزلزالية للأحداث المهمة وإجراء الدراسات والأبحاث العلمية ونشر الأوراق العلمية المهمة مع هذه الدول. وأشار المهندس زهران إلى أن الصفيحة العربية يؤثر عليها ثلاثة أنواع من الحدود التكتونية وهي: الحدود التباعدية والحدود التقاربية والحدود التماسية، وتمثل شبه الجزيرة العربية الجزء الأكبر من هذه الصفيحة ومن هنا جاءت تسميتها بالصفيحة العربية. وأوضح أن هذه الصفيحة يحدها من الغرب نطاق اتساع قاع البحر الأحمر ومن الجنوب نطاق اتساع قاع منتصف خليج عدن، وفى كلتا المنطقتين تزداد مساحة هذه الأجزاء من الصفيحة العربية، كما تشكل جبال زاجروس ومكران بإيران، وجبال طوروس بجنوب تركيا الحدود الشرقية والشمالية للصفيحة العربية، وهى حدود تقاربية يمثلها نطاق تصادم مع الصفيحة الأوراسية. وأضاف أن الصفيحة العربية يحدها من الشمال الغربي حد تماس يساري يسمى فالق البحر الميت، ويمتد من الطرف الشمالي للبحر الأحمر حتى جبال طوروس بجنوب تركيا ماراً بالبحر الميت، كما يحد الصفيحة من الجنوب الشرقي حد تماس يميني يمتد من الطرف الشرقي لخليج عدن حتى الطرف الشرقي لجبال مكران بباكستان ويطلق علية فالق أوينز، ولفت إلى أن الصفيحة العربية تتحرك ناحية الشمال الشرقي بين حدي التماس المذكورين، ما يؤدي إلى اتساع مساحة البحر الأحمر وخليج عدن من جانب، ومزيد من الاصطدام عند جبال مكران وزاجروس وطوروس من الجانب الآخر، وهذا يفسر أسباب حدوث الزلازل عند حدود الصفيحة العربية وعند سلاسل جبال زاجروس وجبال طوروس وخليج عدنوالبحر الأحمر وعند فالق البحر الميت وفالق أوينز، وبالتالي فإن هذه القوى التي تؤثر على السعودية وخصوصاً على حوافها تنتقل إلى داخل الصفيحة العربية وتتجمع إلى أن تصل إلى حد يزيد على تحمل الصخور الموجودة، فتتسبب في حدوث زلازل أو قد تعمل على إعادة تنشيط للفوالق الموجودة داخل نطاق الصفيحة العربية. ولفت إلى أن الكتب التاريخية أشارت إلى أن السعودية تعرضت على مر التاريخ للعديد من الزلازل، إذ شعر الناس بالهزات في العديد من المناطق المأهولة بالسعودية منها مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، كما شعر الناس بالعديد من الهزات الأرضية بالمسجد النبوي، إذ تعتبر من المناطق المأهولة بالسكان ومؤهلة لتوثيق ما يحدث في الوقت الذي كانت فيه معظم مناطق السعودية ذات كثافة سكانية قليلة، والتي لم تجد من يهتم بتدوين ما يحدث، مبيناً أن منطقة المدينةالمنورة تعرضت لعدد من الطفوح البركانية الحديثة والذي كان آخرها ما وقع في أوائل شهر جمادى الثانية من عام 654 ه الموافق 1256.