هيمن الخلاف حول الاستيطان على محاولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري دفع عملية السلام في لقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين والأردنيين، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن «أسفه» للعطاءات الاستيطانية الجديدة التي طرحتها إسرائيل الأحد في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن قرارها. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان إنه «يجب تجنب أي عمل قد يعرقل أو يقوض المفاوضات الجارية». وكررت اشتون أن الاتحاد الأوروبي يعتبر المستوطنات «غير قانونية بموجب القانون الدولي». وطرحت إسرائيل الأحد عطاءات لبناء 1031 وحدة استيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة و828 في القدسالشرقيةالمحتلة، بحسب منظمة السلام الآن المناهضة للاستيطان. وكان وزير الخارجية الأميركي اعتبر خلال زيارته للأراضي الفلسطينية أن الولاياتالمتحدة تعتبر الاستيطان «غير شرعي». وعقد كيري محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الخميس بعد تأكيده معارضة واشنطن للاستيطان الإسرائيلي الذي يشكل قضية شائكة تهدد بعرقلة عملية السلام. والتقى كيري العاهل الأردني في عمان قبل لقاء ثان سيجمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية مساء الخميس. وبذل كيري الذي التقى كذلك نظيره الأردني ناصر جودة جهوداً كبيرة للحؤول دون أن تؤدي الأزمة الناشبة بين الفلسطينيين وإسرائيل حول ملف الاستيطان إلى انهيار مفاوضات السلام. وقال الوزير الأميركي في عمان معلقاً على جهوده: «لقد أضفينا بعض الوضوح على بعض النقاط»، مضيفاً: «أنا سعيد بذلك». واجتمع كيري الأربعاء بكل من عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. واتهم نتانياهو صباح الأربعاء الفلسطينيين بإثارة «أزمات مصطنعة» حول محادثات السلام قبيل اجتماعه بكيري في احد فنادق القدس لنحو ثلاث ساعات. وأما الوزير الأميركي فأكد بعد اجتماعه بعباس في بيت لحم «نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي». وحرص على توضيح ان كون المسؤولين الفلسطينيين والأميركيين على اطلاع على مشاريع الاستيطان فهذا لا يعني الموافقة عليها. وأضاف الوزير الأميركي: «في ما يتعلق بالعودة إلى المحادثات، أود أن يكون جلياً تماماً أن الفلسطينيين لم يوافقوا في أي وقت من الأوقات وبأي شكل من الأشكال على قبول الاستيطان». وتابع أن «هذا لا يعني انهم لم يكونوا على علم - أو لم نكن نحن على علم - بأنه سيكون هناك بناء» استيطاني. وجاءت تصريحات كيري تلك بعد أيام على موافقة إسرائيل على المضي في بناء 3700 وحدة استيطانية جديدة. واصطدم اجتماع للمفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين الثلثاء بهذا الإعلان، وفقاً لمسؤول فلسطيني. وادعى عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن الإعلان عن دفعة جديدة من الوحدات الاستيطانية يأتي في سياق «تفاهمات» بين الطرفين مرتبطة بإطلاق سراح 26 أسيراً فلسطينياً الأسبوع الماضي. وأطلقت ادعاءاتهم تلك العنان لتصريحات فلسطينية غاضبة تنفي ذلك. وقال مسؤول فلسطيني إن «الفريق الفلسطيني المفاوض أعاد التأكيد للجانب الأميركي على رفضه المطلق لتلك الادعاءات. لكن الطرف الإسرائيلي يصر على الاستيطان ونحن لا يمكن أن نستمر في المفاوضات في ظل هذه الاعتداءات الاستيطانية الغير مسبوقة». وتنفي إسرائيل أن تكون نشاطاتها الاستيطانية مخالفة للتفاهمات الي تم التوافق عليها بين الطرفين. وقال نتانياهو الأربعاء: «نحن نحترم تماما ما جاء في الاتفاق والتفاهم الذي بدأنا على أساسه المفاوضات». وكان يشير إلى قبوله شرط الفلسطينيين قبل ثلاثة اشهر الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين ورفض طلبهم تجميد الاستيطان. وعلى رغم الأزمة إلا أن كيري قال خلال لقاء في القدس مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن مهمته «ليست مستحيلة».