أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس أن الخبراء المكلفين تدمير الترسانة الكيماوية السورية فتشوا 22 من أصل 23 موقعاً أعلنت عنها الحكومة السورية. وأوضحت المنظمة، في بيان، أنها فتّشت بواسطة كاميرات أحد موقعين كانت تجنبتهما من قبل لأسباب أمنية في محافظة حلب، شمال سورية. وأضافت أن «البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية والأممالمتحدة فتشت 22 من 23 موقعاً حتى الآن». وتابعت انه «طبقاً للتصريحات السورية، كان الموقع مفككاً وخالياً منذ فترة طويلة ويحمل مبناه الخالي آثار أضرار كبيرة نتيجة المعارك». وأشار البيان إلى أن التحقق من الموقع جرى بمساعدة كاميرات محمية «شغّلها موظفون سوريون بإشراف فريق التفتيش»، موضحاً أن «الموقع الجغرافي للمكان وساعة تسجيل الصور والصور بحد ذاتها تم التحقق من صحتها». وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الخميس الماضي أن كل مخزون سورية المعلن من الأسلحة الكيماوية وُضع تحت الاختام. لكن كيفية تدمير هذه الأسلحة بحلول منتصف 2014 تبقى موضع جدل. وتمنع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الدول من نقل مخزونها إلى دول أخرى. لكن بموجب القرار 2118 الذي اعتمد الشهر الماضي في مجلس الأمن، سُمح للدول الأعضاء في المجلس بالمساعدة في نقل مخزونات الأسلحة لكي يمكن تدميرها «في أسرع وقت ممكن وبالطريقة الأكثر أماناً». ويفترض أن تعلن المنظمة قبل 15 تشرين الثاني (نوفمبر) خريطة طريق لتدمير الترسانة الكيماوية على أساس وثيقة تتضمن «خطة عامة للتدمير» قدمتها سورية في 24 تشرين الأول (اكتوبر). وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانتا باور قالت يوم الثلثاء إن حكومة الرئيس بشار الأسد ربما لم تكشف عن كامل برنامج أسلحتها الكيماوية لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية. وأعلنت سورية عن 30 منشأة لانتاج وتعبئة وتخزين الاسلحة الكيماوية وثماني وحدات تعبئة متحركة وثلاث منشآت لها علاقة بالأسلحة الكيماوية. واحتوت على نحو 1000 طن من الأسلحة الكيماوية معظمها في شكل مواد خام و290 طناً من الذخيرة المعبأة و1230 غير معبأة. وبدأ وفد من المسؤولين السوريين يوم الأربعاء محادثات في لاهاي حيث مقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإعداد خطة تفصيلية لعمليات التدمير قبل 15 تشرين الثاني (نوفمبر). وأوضح مصدر يشارك في المحادثات ل «رويترز» أمس الخميس أن المحادثات تجري على افتراض أن الأسلحة سيتم شحنها الى الخارج لتدميرها. وأعلنت سورية انه لا يمكنها أن تتحمل تكاليف عملية التدمير الباهظة وطلبت تمويلاً أجنبياً ودعماً لوجستياً كبيراً. وفي بروكسيل، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البلجيكية أن الولاياتالمتحدة طلبت في شكل غير رسمي من عدد من الحلفاء بينهم فرنساوبلجيكا مساعدتها على تدمير الترسانة الكيماوية السورية. وصرّح الناطق إلى «فرانس برس» بأن «الأميركيين قاموا بزيارة عمل استطلاعية بداية تشرين الأول (اكتوبر) إلى بلجيكا والنروج وفرنسا وألبانيا للإطلاع على قدرات هذه البلدان في مجال معالجة الأسلحة الكيماوية». وأضاف: «لم يصدر طلب رسمي بل كان اتصال يهدف الى مطالبة تلك الدول بسلسلة من الخيارات». وفي نهاية تشرين الأول (اكتوبر) رفضت النروج تدمير قسم من الترسانة السورية على أراضيها، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة طلبت منها ذلك.