أغلقت سلسلة مطاعم «كي أف سي» الأميركية الشهيرة للوجبات السريعة آخر فروعها في سورية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، بحسب ما أفاد تجار في دمشق. وأقفل المحل الأخير الواقع في حي أبو رمانة الراقي وسط دمشق، وهو السابع ضمن الفروع التي أقفلت تباعاً. ورفعت الإدارة على واجهة المتجر لافتة كتب فيها «المحل مغلق. الرجاء ترك رقم الموبايل (الهاتف الخليوي) إذا رغبتم بشراء المحل». وكانت «كي أف سي» أولى المطاعم الأميركية للوجبات السريعة التي تفتح فروعاً لها في سورية في عام 2006. وتدير هذه المطاعم في الشرق الأوسط شركة مملوكة لعائلة الخرافي الكويتية. وأبقت هذه الفروع أبوابها مفتوحة في سورية على رغم العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة على دمشق منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد منتصف آذار (مارس) 2011. وأشار تجار في العاصمة السورية إلى أن «الشركة عرفت مصاعب مختلفة» خلال الأشهر الماضية، منها استحالة الحصول على «مواد ذات جودة عالية». وتراجع الإنتاج الزراعي في شكل كبير منذ بدء الأزمة السورية، وبات إيصال المواد من منطقة إلى أخرى بالغ الصعوبة بسبب تدهور الوضع الأمني. وبحسب خبراء اقتصاديين، أدى النزاع كذلك إلى تراجع القدرة الشرائية للسوريين، ما جعل من أسعار «كي أف سي» تفوق قدرة عدد كبير من الزبائن على التحمل، لا سيما مع تراجع الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، علماً أن معدل الأجر للموظفين الحكوميين يقارب 100 دولار. وكانت الوجبة التقليدية لدى «كي أف سي»، والمكونة من قطع دجاج مقلية وبطاطا ومشروب غازي، تباع بنحو 600 ليرة سورية (ثلاثة دولارات).