انطلق امس معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين في احتفالية رسمية وشعبية برعاية وحضور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة. وكعادته كل سنة يستضيف المعرض الذي يقام في مركز «اكسبو الشارقة» عدداً كبيراً من الناشرين الإماراتيين والعرب والأجانب ويتحول طوال الأيام العشرة إلى فسحة الأنشطة الثقافية والندوات واللقاءات والحوار المتبادل بين الكتاب والجمهور. ويبلغ عدد الدول المشاركة في الدورة الراهنة 53 ، منها23 دولة عربية، و26 دولة أجنبية. ومن الدول التي تشارك للمرة الأولى: البرتغال، نيوزلنده، هنغاريا، بريطانيا. أما العارضون والناشرون، فيبلغ عددهم 1010، وتضم الأجنحة في المعرض نحو 405 آلاف عنوان بزيادة 20 ألف عنوان عن العام الماضي، وذلك في حقول مختلفة كالعلوم والمعارف والمعاجم والأدب وثقافة الطفل والناشئة وهي تنتمي إلى 180 لغة. أما الأنشطة التي سيشهدها المعرض فهي حوالى 580. وسمي لبنان ضيف شرف المعرض في بادرة لافتة تقديراً «لدوره الكبير في تعزيز --ودعم- مسيرة الثقافة العربية». وكان سامي النمير القنصل اللبناني العام في دبي وجه كلمة شكر إلى الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لرعايته المعرض واستضافة لبنان وقال:» للبنان مع الكتاب تاريخ طويل من جبيل مدينة الحرف التي أطلقت الأبجدية إلى العالم، مروراً بأول مطبعة في الشرق خلال القرن السادس عشر والمساهمة في الترجمات وفي الحفاظ على اللغة العربية إلى يومنا هذا حيث يوجد في أصغر بلد عربي أكبر عدد من دور النشر التي تساهم في شكلٍ فعالٍ، إلى جانب كل الدور العربية، في نشر الثقافة والمعرفة بين مواطنينا». وجهزت إدارة المعرض مركزاً إعلامياً متكاملاً لتلبية حاجات الإعلاميين على اختلاف تخصصاتهم، ويستضيف مركز الشارقة الإعلامي شخصيات إعلامية ورؤساء تحرير من مختلف دول العالم لتغطية أحداث المعرض. وأعلن مشروع «ثقافة بلا حدود» عن تخصيص مبلغ مليون دولار لشراء الكتب من دور النشر العربية المشاركة في المعرض، و تأتي هذه الخطوة تنفيذاً لتوجيهات الشيخة بدور القاسمي رئيسة اللجنة المنظمة لمشروع «ثقافة بلا حدود»، دعماً للمعرض، وللناشرين والعارضين، وهو جزء من استراتيجيات المشروع في تحقيق أهدافه بتسهيل الحصول على الكتاب، ورفع مستوى الإقبال على «القراءة للجميع». ويستقبل المعرض ضيوفاً من ذوي الخبرة الواسعة في عالم النشر في المحيطين الإقليمي والعالمي، ويتضمن البرنامج المهني جلسات نقاش وورش عمل للناشرين في مجال حقوق الترجمة، وسيتم إبرام مذكرات تعاون وعقود اتفاق خاصة بالترجمة بين الناشرين العرب والعالميين بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى المتصلة بصناعة النشر والكتاب. ويتيح البرنامج المهني للمشاركين فيه فرصة للاطلاع على وضع صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط، ومدى تأثير الاتجاهات والتطورات الدولية في صناعة الكتاب في المنطقة. ويهتم المعرض كعادته بأدب الطفل وثقافته فتقام في هذا الصدد عشرات الأنشطة الثقافية والتعليمية والترفيهية للأطفال، وهي تتضمن عروض أفلام ومسرحيات، وورشاً فنية وتعليمية، وقراءات قصصية.