رجّح الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) حسين العباسي امس، إمكان استئناف الحوار أواخر الأسبوع، غداة إعلانه تعليق جلسات الحوار الوطني إلى موعد غير محدد، نظراً إلى فشل الفرقاء السياسيين في الاتفاق على اسم رئيس لحكومة الكفاءات. وشدد على أن المنظمات الراعية للحوار الوطني (اتحاد الشغل ومنظمة رجال الأعمال وهيئة المحامين ورابطة حقوق الإنسان) ستتشاور مع الأحزاب السياسية قبل دعوتها مجدداً إلى طاولة الحوار. اعلن أنه في حال لم يتوصل الفرقاء إلى توافق حول رئيس للحكومة، فإن «الرباعي» الراعي للحوار سيختار «شخصية مؤهلة» لقيادة البلاد التي تمر بأزمة سياسية منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي قبل ثلاثة أشهر. في المقابل، حمّلت المعارضة حركة «النهضة» الإسلامية التي تقود الائتلاف الحكومي، مسؤولية فشل الحوار، لتمسكها بمرشحها أحمد المستيري من دون أن تقدم أي تنازل»، كما قال الناطق باسم الجبهة الشعبية (تحالف اليسار والقوميين) حمة الهمامي. وأعلنت قوى المعارضة اليسارية والليبرالية أمس، مشاورات في ما بينها «من أجل درس كل الخيارات المطروحة»، ولم تستبعد قيادات معارضة اللجوء إلى الضغط الشعبي لفرض تنازلات على حركة «النهضة». ورغم تمسك «النهضة» بالوزير السابق المستيري (88 عاما) فان رئيس الحركة راشد الغنوشي صرح بأنه «لا يرى مانعاً» من إسناد رئاسة الحكومة الى وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي، لكنه أشار إلى أن ذلك سيخلق أزمة جديدة «نظراً إلى سوء علاقته برئيس الجمهورية المنصف المرزوقي». وأفادت قيادات في الاتحاد العام للشغل بأن «رباعي الحوار» سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع الأحزاب الموالية والمعارضة، من أجل انتزاع تنازلات. ولا يستبعد مراقبون تحقيق انفراج، مشيرين إلى ضغط تمارسه دول بينها فرنسا والولايات المتحدة، لدفع الأطراف إلى الاتفاق حول إنهاء ما تبقى من المرحلة الانتقالية، إضافةً إلى ضغط صندوق النقد الدولي الذي حذر من إمكان وقف تزويد تونس بقية دفعات قرض في حال استمرت الأزمة. في غضون ذلك، نفذت وحدات من الجيش التونسي عمليات قصف بري ومدفعي في مرتفعات جبل الشعانبي وجبل سمامة في محافظة القصرين المحاذية للحدود مع الجزائر (غرب)، وساندتها طائرات حربية. وأكد الناطق باسم الجيش العميد توفيق الرحموني «تكثيف العمليات العسكرية في كل من جبل الشعانبي وسمامة والطرق والمسالك المؤدية إليها بعد رصد تحركات مشبوهة في المنطقة منذ يوم الإثنين». وأضاف: «تم التعامل مع هذه التحركات بواسطة الطائرات والمدفعية، وقُصفت تلك المناطق وحوصرت بالكامل». وفي باريس (ا ف ب)، قال المرزوقي، اثر اجتماعه مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، ان تونس قادرة على «ارساء دولة ديموقراطية شفافة وغير فاسدة»، مؤكدا بذلك ثقته في قدرة بلاده على تجاوز الازمة الحالية. واضاف: «نحن مقرون العزم في تونس على النهوض بالعملية الديموقراطية مهما كانت الصعوبات الحالية». وشدد هولاند على «الاهمية التي توليها فرنسا وكل المتعلقين بحقوق الانسان والديموقراطية لنجاح العملية الانتقالية في تونس». واضاف «هذا يعني انتخابات في اقرب الاجال تنظم بطريقة لا غبار عليها».