فاز مرتان... وخسر مثلهما، وتعادل أربع مرات، لا يحتكم اليوم على أكثر من 10 نقاط، وتفصله عن الصدارة مثلها، تلك الأرقام لا تحكي قصة صاعد جديد إلى دوري الأضواء ولا بطل من أزمنة بعيدة تلك الحقائق تلخص واقع مسيرة بطل الدوري في الموسم الماضي نادي الفتح. «النموذجي» الذي لفت أنظار الجماهير في السعودية وحتى في العالم العربي بتحقيقه لقب الدوري السعودي الذي ظل أعواماً طويلة حكراً على أندية تأبى مشاركته، يعيش هذا الموسم باسم البطل فقط، فصورة الفريق المنظم داخل الملعب أو القادر على السيطرة على مجريات المباراة والتحكم بها كيف يشاء والتي عرف بها في الموسم الماضي ما عادت حاضرة. باستثناء مباراتين جمعته بالنهضة والفيصلي وجد حامل اللقب نفسه عاجزاً عن تحقيق الانتصارات، بعد أن كان قد تعثر في المباراة الأولى على أرضه بالتعادل أمام التعاون وكذلك فعل أمام الشباب والشعلة والعروبة، تخللتها خسارة كبيرة على يد الاتحاد بأربعة أهداف لهدفين وخسارة من النصر بهدف وحيد. وعلى رغم الآراء التي أكدت في الموسم الماضي أن الفتح سيعاني ضريبة تحقيق اللقب بانتقالات اللاعبين ومغالاتهم، إلا أن تلك الآراء لم تتجسد واقعاً على الأقل في شكل مؤثر فحتى ربيع سفياني الذي وقع للنصر لن ينتقل قبل نهاية الدور الأول، فيما تتمثل الخسارة الفنية الوحيدة برحيل المدافع السنغالي كيمو سوسكو بعد أن حرمته الإصابة فرصة مشاركة الفريق، على رغم أن الإدارة سارعت بتعويضه بالمدافع التونسي عمار الجمل، لكن ذلك لم يكفِ للمحافظة على هوية الفريق البطل. في الموسم الماضي أصرّت آراء خجولة على وصف تحقيق الفتح لقب الدوري بالمغامرة، وأكد البعض الآخر أن ضعف الأندية الأخرى أسهم في تسهيل مهمة النادي «النموذجي»، على رغم الاتفاق الكامل على استحقاقه اللقب، ويبدو من تفاصيل دوري عبداللطيف جميل هذا العام أن النادي الحساوي فتح شهية الجميع للعمل، فأندية مثل نجران والتعاون تنافست على مزاحمة الكبار، كما أن الأندية العريقة عادت إلى تغيير طريقة عملها مقتنعة بأن تحقيق البطولات يحتاج إلى العمل وهو ما أكده النصر متصدر الدوري الذي قدمت إدارته مهراً باهظاً في الصيف للخروج بفريق مقنع فنياً وتحقق لها ذلك. «النموذجي» قهر الصعاب وحقق في الموسم الماضي المستحيل، لكنه فقد هيبته سريعاً هذا العام على رغم أن الموسم الرياضي لا يزال في بدايته، فهل يمكن أن نقول أن الفتح صنع منافسيه بتحقيق الحلم، فأسقطوه ليعيد الدوري تصحيح أوضاعه، أم أن ما يعانيه البطل لا يتعدى كونه كبوة جواد أصيل سرعان ما ينهض منها ليستعيد هيبته؟