أكد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر أمس اتفاقاً على وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج التابعة لمحافظة صعدة (شمال). وذلك بعد أسبوع من المعارك التي ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى. وقال بنعمر، خلال مؤتمر صحافي في صنعاء أمس: «تم الاتفاق على وقف النار في دماج، وتمكن فريق الصليب الأحمر الدولي من الدخول إلى المنطقة وقد دخلت قافلة سيارات تابعة للصليب الأحمر إلى المنطقة لتقديم الخدمات الطبية ونقل عدد من الجرحى»، مشيراً إلى «وجود عدد كبير من الجرحى في حالات خطرة جداً، من الطرفين المتنازعين، منها 25 حالة حرجة». وأضاف ان «الحكومة تتابع ما يجري، والرئيس عبد ربه منصور هادي أمر بإرسال طائرة خاصة لنقل المصابين»، معرباً عن أمله في أن «يكون وقف إطلاق النار دائماً لتليه خطوات لحل المشكلة في شكل جذري». وقال إن اليمنيين «اتفقوا على أن الحوار الوطني الشامل هو الوسيلة الوحيدة لتسوية كل الخلافات المستعصية»، معتبراً «النزاع الذي نشب في الأيام الأخيرة يهدد أمن اليمن»، كاشفاً عن وجود «حشود كبيرة من المسلحين في مناطق مختلفة من صعدة» ودعا «كل الأطراف المتصارعة التي تستعمل السلاح والعنف إلى اعتماد لغة الحوار والتعاون لمعالجة الوضع الإنساني في منطقة دماج». وزاد ان «التحديات الأمنية ما زالت موجودة فعلاً لكنها نتيجة تراكمات الماضي». وفي السياق ذاته، عبر سفراء مجموعة العشر الراعية العملية الانتقالية في اليمن عن بالغ قلقهم جراء المعارك بين السلفيين والحوثيين. وأكدوا، أمس، في بيان مشترك، اطلعت عليه «الحياة»، أنهم لاحظوا «حشد قوات من خارج المنطقة ما يفاقم التوتر والعنف». وناشد السفراء الذين يمثلون دول الخليج والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي «كل الأطراف وقف المعارك فوراً، والعودة إلى طاولة الحوار لنزع فتيل التوتر، وضمان حرية الحركة، وتقديم العناية الطبية للجرحى والمرضى ووصول المواد الغذائية». كما ناشدوا «الحكومة استئناف مساعي الوساطة واتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات ضرورية لإعادة السلم، بما في ذلك حضور قوات حكومية لفرض الأمن في المنطقة وتسهيل تسوية النزاعات العالقة بمختلف الوسائل السلمية». وكانت المعارك تجددت بين السلفيين والحوثيين في منطقة دماج في محافظة صعدة الأربعاء الماضي، بعد انهيار هدنة موقتة توصلت إليها لجنة وساطة رئاسية، وقد تمكنت أمس من تثبيت وقف إطلاق النار مرة أخرى. لكن الجانبين لجأوا إلى حشد أنصارهما، وسط مخاوف من موجة عنف طائفي تشمل مناطق أخرى.