أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ورئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي، أن «الحملة الجوية على داعش ستتزايد مع ازدياد قوة الجيش العراقي»، وحذر ديمبسي من أن فشل الحكومة في بغداد في تطبيق أجندة الوحدة الوطنية سيجبر واشنطن «على التطلع لخطط بديلة ونحو شركاء إقليميين» وبهدف استيعاب العشائر وبناء قوى محلية لمحاربة تنظيم «داعش». (للمزيد) كما أكد هاغل في جلسة استماع أمام الكونغرس انتهاء التحضيرات لتجهيز المعارضة السورية المعتدلة (الجيش الحر) وتدريبها، وتوقع أن يستغرق الأمر بين 8 و12 شهراً. واعتبر أنه في الوقت الجاري ليس لدى واشنطن «شريك حكومي أو عسكري في سورية»، وأن تجهيز هذه القوة سيكون لمحاربة «داعش» في المناطق التي توجد فيها. وقال إن «تقدم داعش توقف، وفي بعض الحالات تراجع بفضل القوات العراقية والكردية والقبلية المدعومة بالضربات الجوية من الولاياتالمتحدة والتحالف». وأضاف أن هذه الضربات «ستتزايد في وتيرتها مع تقوية القوات العراقية». غير أن ديمبسي حذر الحكومة العراقية من أنه «في حال الفشل في تبني أجندة وحدة وطنية، فهذا سيجبرنا على إعادة النظر بخططنا والتحول إلى شركاء آخرين في المنطقة». كما أكد الحاجة إلى 80 ألف جندي عراقي لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية». من جهة أخرى، بثت أمس مؤسسة إعلامية تابعة ل «داعش» تسجيلاً صوتياً لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي هو الأول منذ الأنباء عن استهدافه من طائرات التحالف في العراق قبل أيام، ومنذ ظهوره في شريط مصور أوائل تموز (يوليو) الماضي، بعد أيام من إعلان التنظيم إقامة «الخلافة الإسلامية» وتنصيبه «خليفة». وقال البغدادي إنه سيقاتل حتى آخر رجل، معلناً «قبول بيعة» جماعات من دول عربية عدة أعلنت ولاءها له. واستغرق التسجيل 17 دقيقة، وأكد أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف ضد «الدولة الإسلامية»، لن توقف «زحف» تنظيمه، كما اعتبر أن التحالف سيضطر «للنزول إلى الأرض» لقتاله. وقال البغدادي في التسجيل الذي حمل عنوان «ولو كره الكافرون»، «اطمئنوا أيها المسلمون، فإن دولتكم بخير وبأحسن حال. لن يتوقف زحفها وستظل تمتد بإذن الله، ولو كره الكافرون». وأكد أن «جنود الدولة الإسلامية (...) لن يتركوا القتال أبداً حتى ولو بقي منهم جندي واحد». وأضاف أن مسؤولي التحالف «خرجوا بخطة فاشلة تتجلى بقصف مواقع الدولة الإسلامية (...) وعما قريب سيضطر اليهود والصليبيون للنزول إلى الأرض وإرسال قواتهم البرية الى حتفها ودمارها». واعتبر أن ذلك «بدأ بالفعل» إثر إعلان الرئيس باراك أوباما السبت الماضي إرسال 1500 جندي أميركي إضافي إلى العراق لتدريب القوات العراقية والكردية على قتال التنظيم. في غضون ذلك، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» سك عملة معدنية بالذهب والفضة والنحاس خاصة به ليتم التعامل بها في المناطق الخاضعة لسيطرته في سورية والعراق، بحسب ما جاء في بيان نشرته أمس مواقع تعنى بأخبار «الجهاديين». وجاء في البيان الموقع من «ديوان بيت المال» التابع للتنظيم: «بناء على توجيه أمير المؤمنين في الدولة الإسلامية»، البغدادي أو «الخليفة إبراهيم»، «سيتم بإذن الله سك العملة من الذهب والفضة والنحاس وعلى فئات عدة». ونشرت صوراً لنماذج من العملات المعدنية التي طبعت على أحد وجهيها عبارتا «الدولة الإسلامية» و «خلافة على منهاج النبوة»، مع تحديد لوزنها وقيمتها، وعلى الآخر تنوعت الرموز المستخدمة، وهي سبع سنابل على فئة الدينار الواحد من الذهب، وخريطة العالم على فئة الخمسة دنانير الذهبية، ورمح ودرع على فئة الدرهم الواحد الفضي، ومنارة دمشق البيضاء على فئة الخمسة دراهم الفضية، والمسجد الأقصى على فئة العشرة دراهم الفضية، وهلال على فئة العشرة فلوس النحاسية، فيما وضعت ثلاث نخلات على فئة العشرين فلساً. وأوضح البيان أسباب استخدام كل من هذه الرموز، وبينها السنابل التي ترمز الى «بركة الإنفاق»، ومنارة دمشق وهي «مهبط المسيح عليه السلام وأرض الملاحم».