على رغم ورود اسمه في قائمة ال23 لاعباً المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2013 إلا أنه لا أحد يشير إليه بإصبع التفضيل بمعنى أنه أفضل من يناسب الجائزة ولاسيما في ظل غياب البرغوث الإسباني هذه المرة، على غير العادة، و«على رغم أن سجله يتحدث بوضوح لمصلحته» كما تقول مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية. إنه الهولندي أرين روبن الجناح الطائر لبايرن ميونخ الذي يصنع ربيع النادي البافاري كما الأندية التي مر بها، لكنه على المستوى الشخصي، يخرج في كل مرة خالي الوفاض.. فلا ألقاب ولا هم يفرحون!! ويبدو أن الحظ ابتسم للاعب الذي يوصف ب«المزاجي» عندما انتشلته الأقدار من دكة الاحتياط بفريقه البافاري أمام يوفنتوس الإيطالي في نيسان (أبريل ) الماضي لمناسبة مباراة ذهاب ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا حين دخل بديلاً عن زميله توني كروس المصاب، وأبلى يومها بلاء حسناً انتزع بفضله، لاحقاً، مقعده ليكون أساسياً في تشكيلة المدرب هاينكس. ومن يومها قدم الهولندي من الأداء «الخرافي» والمستوي الذي اشتهر به ما لم يقدمه من قبل. وكان ضحاياه بعد السيدة العجوز كل من برشلونة الأسطورة بنصف النهائي (4- صفر) و(3- صفر) ثم دورتموند الألماني في النهائي. وأمام هذه الفرق الكبيرة لم يقدم الجناح الهولندي الطائر مستوى خرافياً فحسب، بل أسهم أيضاً في إحراز أهداف ثمينة لفريقه. فمن بين تسعة أهداف سجلها الفريق البافاري أمام هذه الأندية كان نصيب اللاعب منها ستة أهداف كاملة، بل إنه كان صاحب الفضل بتتويج ناديه باللقب الأوروبي عندما أحرز هدف الفوز القاتل بمرمى دورتموند (2-1)! وفي شهادته عن المباراة النهائية أمام دورتموند، يعترف روبن أنه لعب المباراة « مئة مرة في رأسي، وعندما تجري الأمور كما تحلم بها فإن الأمر سيكون في غاية الروعة» على حد تعبيره. لكن هذا التألق لم يكن سوى تحصيل حاصل بالنسبة لكثيرين، وفي مقدمهم مدربه السابق في البايرن هاينكس الذي رأى أن «عودته إلى مستواه المعهود ليست مفاجأة». وزاد على ذلك بتسجيل بداية استثنائية في بداية الموسم الجاري بإحرازه ثمانية أهداف وتقديم تسع تمريرات حاسمة في 15 مباراة خاضها حتى الآن مع فريقه البافاري، وهي حصيلة كافية لترفع الرجل صاحب ال29 عاماً إلى مصاف اللاعبين المميزين، وتمكنه من اعتلاء منصة التتويج بصفة أفضل لاعبي العالم، لكن الواقع يشير إلى أن اللاعب لا يمتلك، فيما يبدو، حظاً بالتتويج بجائزة الكرة الذهبية على رغم غياب «البرغوث» الأرجنتيني، وتواضع نتائج الدون البرتغالي هذا الموسم، وذلك بعد أن شخصت الأبصار إلى بقية النجوم وفي مقدمهم زميله بالنادي البافاري الفرنسي فرانك ريبيري. ترى من يقف وراء حرمان اللاعب من التتويج بأول لقب عالمي على المستوى الشخصي؟ هل هي عصبيته الزائدة أحياناً؟ أم تمرده على مدربيه وآخرهم بيب جوارديولا حين حرمه في أكتوبر من تسديد ركلة جزاء؟ أم هو حظه العاثر الذي سبب له ما يمكن اعتباره «علامة مسجلة» في إهدار الركلات الترجيحية في المناسبات الكبيرة كما حدث أمام بورسيا دورتموند في البوندسليغا ثم أمام تشيلسي الإنكليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2012 وقبله نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010؟ لا أحد يعرف الجواب، لكن اللاعب يجزم: «لا أرى نفسي مرشحاً لجائزة الكرة الذهبية» قبل أن يستطرد لصحيفة لاغازيتا ديللوسبورت الإيطالية: «الجوائز الفردية تعني أقل بكثير من الجوائز المكتسبة مع النادي». وأضاف: «البايرن فاز لأننا كنا فريقاً جماعياً. نحن لا نمتلك لاعباً مثل ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو لكننا أقوياء لأننا فريق متحد». وتابع: «من الصعب التتويج بجائزة فردية، وبحسب ما أعرف لا أحد في بايرن ميونخ يهتم حقاً بالكرة الذهبية». لكن كيف سيكون شعوره لو انتقلت الكرة الذهبية هذه المرة إلى ناديه (بايرن) وبالضبط إلى خزانة زميله الفرنسي فرانك ريبيري؟ الوجع سيكون أشد إيلاما هذه المرة.. بلا شك!