في خطوة غير متوقعة، أعلنت قنوات «سي بي سي» توقيف عرض برنامج «البرنامج» الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف. القرار الذي تلاه الإعلامي خيري رمضان في برنامجه «ممكن» قوبل بعاصفة انتقادات من جانب محبي يوسف، بينما لاقى المنع ترحيباً - وإن بشكل أقل - من فريق آخر. فالإخوان يرون أن هذا المنع يثبت أن الرئيس مرسي لم يقمع الحريات وكان في عصره متسع للجميع، خصوصاً أنه تحمل موسماً كاملاً من الانتقادات الكوميدية ضده بينما اعتبر محبو باسم يوسف قرار المنع بمثابة وصمة. الفريق المعارض للمنع، يرى أن خسائر وقف البرنامج تفوق مكاسبه، فمن جهة تخسر الحكومة الحالية نقطة مقارنة بحكومة الإخوان في ما يتعلق بحرية الإعلام، خصوصاً أن البلاد مقبلة على محاكمة مرتقبة للرئيس المعزول مرسي. أيضاً يفرض هذا المنع علامات استفهام حول مستقبل الإعلام المصري، وحسب هؤلاء فإن مثل هذا القرار يساهم في ترسيخ آليات إنتاج القائد الفرعون غير الخاضع للنقد، وهي الغلطة التي كررها الإعلام المصري منذ ثورة الضباط الأحرار. فوق النقد؟ وعلى الضفة الأخرى، هناك فريق يرى أن ما قدمه الفريق عبد الفتاح السيسي في 30 حزيران (يونيو) يجعل فكرة تعرضه للانتقادات الكوميدية الساخرة، نوعاً من السفه والتجريح الشخصي، وهو الأمر الذي قد يضر بالأمن القومي للبلاد. وسارعت القوات المسلحة إلى إصدار بيان يشرح أنه لا يد للمؤسسة العسكرية في قرار المنع، وأن ما حصل شأن داخلي يخص قنوات «سي بي سي». الجدل والصخب المصاحبان لقرار منع «البرنامج»، تمتد جذورهما إلى ما قبل الحلقة الأولى من الموسم الجديد والتي أذيعت الجمعة قبل الماضية، إذ كانت التساؤلات تتزايد مع اقتراب موعد الحلقة، حول سقف الحرية المتاح، وهل سيجرؤ مقدم البرنامج على انتقاد أهل السلطة مثلما اعتاد أن يفعل إبان حكم الرئيس المعزول مرسي. ثم تفاقم الأمر بعد عرض الحلقة الأولى، التي ألمح فيها يوسف ومرّر إشارات مفادها ألاّ أحد فوق النقد وأن الشخصيات العامة كلها في متناول كوميديا «البرنامج». أعقب ذلك إصدار إدارة القناة بياناً تشير فيه إلى بعض ما رأته تجاوزاً وخرقاً لبنود التعاقد بينها وبين منتج البرنامج ومقدمه. ثم حدثت مناوشات وتظاهرة صغيرة الأربعاء الماضي أمام المسرح الذي تسجل فيه حلقات البرنامج في وسط القاهرة، وهو الأمر الذي أعطى إيحاء بوجود بوادر رفض أو تجييش من قبل الدولة المصرية لتناول شخص الفريق السيسي في برنامج باسم يوسف. وتلا ذلك أن فوجئ المشاهدون الجمعة بقرار المنع والبيان الجديد الصادر عن إدارة القناة والذي جاء فيه : «تأكيداً لما جاء في البيان الصادر من مجلس إدارة السي بي سي يوم السبت الماضي بخصوص الحلقة الأخيرة من برنامج البرنامج والتي تمت إذاعتها يوم 25 تشرين الأول (أكتوبر) حيث إننا فوجئنا بالمحتوى الإعلامي المسلّم لإدارة القناة في حلقة اليوم الجمعة الموافق الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري مخالفاً لما ورد في بياننا السابق مما يعني إصرار منتج البرنامج ومقدمه الإعلامي الدكتور باسم يوسف على عدم الالتزام بالسياسة التحريرية لقنوات السي بي سي والواردة ضمن وثائق التعاقد مع منتج البرنامج ومقدمه، على رغم أننا وفور إذاعة الحلقة الأخيرة قد لفتنا انتباه منتج البرنامج ومقدمه بضرورة الالتزام بما جاء في البيان(...) يضاف إلى ذلك عدم التزام منتج البرنامج بتسليم إعداد الحلقات المتفق عليها للسنة الأولى على رغم استلامه كامل المستحقات المالية لتلك السنة وإصراره على الحصول على مبالغ مالية إضافية كشرط لإنتاج حلقات إضافية ما يمثل إخلالاً بشروط التعاقد الموقع بين الأطراف، وعليه قرر مجلس إدارة قناة السي بي سي إيقاف إذاعة برنامج «البرنامج» لحين حل المشاكل الفنية والتجارية مع منتج ومقدم البرنامج». حملات مقاطعة من جهة أخرى دشن ناشطون من محبي باسم يوسف عشرات الحملات لمقاطعة قنوات سي بي سي على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، والتي شهدت انضمام عشرات الآلاف إليها، فيما أكد خالد منصور، أحد معدي البرنامج والذي يجسد شخصية جماهير أن الحلقة التي مُنِعت لم يكن بها أي تجاوزات: «الحلقة التي تم منعها كانت فقرة عن الشخصيات التي تناولتها الحلقة الأولى، والأخرى لانتقاد الإعلام وقناة الجزيرة. بحيث لا يوجد ما يبرر رفض إذاعة الحلقة».يُذكر أن باسم يوسف موجود حالياً في الإمارات لحضور سباقات «الفورمولا»، على أن يعود للقاهرة مساء الأحد.