بدأت محطة «أم بي سي» عرض برنامج جديد هو «المصيدة» الذي يقدّمه السعودي بدر آل زيدان. البرنامج الذي يجمع الترفيه والتحدي مع المعلومات العامة والثقافة والذكاء، ممتع ولكنّه ليس سهلاً أبداً، وهذا ما يؤكّده بدر قائلاً: «وجدت نفسي أمام أكثر من تحدٍّ، فهذا البرنامج يتطلّب ثقافة عالية جداً، ويفرض عليك أن تشارك في اللعبة وليس أن تكون مجرّد مقدّمٍ لها، وعليك أن تتحرّك في حدودٍ دقيقة ترسمها لك عملية الإخراج كي لا تغطّي على باقي المشتركين». ويضيف بدر أنّ تجربته مع ال»أم بي سي» مختلفة عن كل التجارب التي خاضها في التقديم على شاشات أخرى، فهنا هو يطلّ على المحطة الأكثر مشاهدة في العالم العربي وعليه أن يظهر في شكلٍ يليق بالمُشاهدين وأن يكون كلامه مفهوماً من الجميع أكانوا في مصر أو المغرب أو لبنان. لعبة التكيّف هل يمكن برنامج «المصيدة» أن يوقع بدر آل زيدان في المصيدة ويحصره في إطار معيّن من البرامج، أو على العكس، سيفتح له آفاقاً جديدة على مختلف الأنواع الأخرى؟ يؤكّد أنّ هدفه الأول في مهنته كمذيع كان أن يخلق لنفسه شخصية تتماشى وتتكيّف مع أي حالةٍ، فيكون خامة مناسبة لأي فكرة في برنامج، حوارياً كان أو ثقافياً أو ترفيهياً. ويضيف: «أكثر البرامج صعوبةً في التقديم هي برامج المسابقات بسبب كثرة الأشخاص الذين يتعامل معهم المقدّم في الوقت نفسه، وبسبب صعوبة التصوير وصعوبة المحافظة على الإيقاع، لذلك فإن نجح المقدّم في هذا النوع ستصبح كلّ البرامج الأخرى سهلة». ما يقوله بدر يبدو غريباً لبعضهم، خصوصاً أنّ مقدّمي البرامج الحوارية يعتبرون أنّ برامج المسابقات والترفيه أقل صعوبة، كي لا نقول أقل مستوى، من تلك التي تتطلّب إعداداً وتركيزاً عالياً لمحاورة الضيوف، فيوضح قائلاً إنّ كلّ شخص يرى أن ما يقوم به أصعب وربّما أهم ممّا يقوم به الآخرون، فالنجار يعتبر أنّ عمل الحداد سهل، والعكس صحيح. «هذا البرنامج بالتحديد يختلف عن باقي برامج المسابقات، فهنا أنا أتعامل مع 11 مشتركاً في الوقت نفسه، وبالطبع لن تجد برنامجاً حوارياً يستضيف 11 شخصاً معاً». لو أنّ مقدّماً آخر وقف مكانه في «المصيدة»، هل يعتقد بدر أنّ مستوى التقديم كان سيكون أقل؟ «أنا لا أعتقد، بل أنا متأكّد إنّني قدّمت هذا البرنامج بطريقة لا يستطيع أحد آخر أن يأتي بمثلها»، ثمّ يضيف مستدركاً: «يمكن أشخاصاً آخرين أن يقدّموا البرنامج على طريقتهم، الأسلوب سيكون مختلفاً بالتأكيد، وهنا لا أدخل إن كان أفضل أو لا، بل أركّز فقط على أنّه سيكون مختلفاً، لأنّني أثق أنّ كل شخص ستختاره ال «أم بي سي» ليطلّ على شاشتها سيكون مبدعاً على طريقته الخاصّة». نلاحظ أنّ بدر بدأ جوابه في مكان واختتمه في مكان آخر فيه ديبلوماسية كبيرة، فيوضح بصراحة وواقعية أن : «الإنسان عليه دائماً أن يُبقي قدميه على الأرض، حتّى لو أحسّ في لحظةٍ ما أنّه يطير، فنحن في صراع دائم مع أحاسيسنا، ونجد أنفسنا معظم الوقت بين مطرقة الغرور وسندان الإحباط، فإن لم نُقم توازناً في نظرتنا إلى أنفسنا فسوف نقع في الفشل». شعبية شبابية بدر آل زيدان يتمتّع بشعبية كبيرة في أوساط الشباب في السعودية وتمّ تصنيفه في المرتبة العاشرة من حيث قوّة التأثير، فهل يخاف من هذه المسؤولية ويشعر أنّه بات مقيّداً ولا يمكنه أن يكون على حرّيته؟ يقول بدر إنّ النجم أو الشخص المشهور عليه أن يترفّع عن كثير من الأمور التي قد تؤثّر سلباً في معجبيه. «حرّيتي لم تتقيّد، فأنا حرٌّ في كلّ شيء إلا في الخطأ» يؤكّد بدر الذي يحمل مسؤولية الشهرة بفرحٍ. وحين نسأله عن التغيير الذي يطمح إلى تحقيقه بفضل قوّة تأثيره يجيب: «أنا لا أطمح فقط إلى التغيير، فالتغيير هو انتقال شيء موجود من حالةٍ إلى أخرى، أنا أحلم بخلق شيء جديد». وردّاً على السؤال حول هذا الجديد الذي يجب أن يكون واضحاً عنده كي لا يصبح مجرّد كلامٍ جميل يقول: «أريد أن أدعو الناس إلى أن يعيشوا ببساطة، وأن يخرجوا من القوالب والتصنيفات التي يُسجن فيها الفرد العربي، فيخلقوا فكراً وروحاً جديدين». ويشدد بدر آل زيدان على ضرورة أن يستفيد الشباب من أنصاف الفرص، وحتّى أرباع الفرص، فالجميع ينتظر الفرصة الذهبية ويغفلون عن الفرص الصغيرة التي يمكن أن تقودهم إلى تحقيق أحلامهم.