فرضت مجمعات تجارية في المنطقة الشرقية، إجراءات «احترازية»، تستهدف الحد من حالات «التحرش» بالفتيات، بعد مرور أسبوع على حادثة تحرش شبان بفتيات، وتداول مقطع الفيديو الشهير، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كانت شرطة الشرقية، تمكنت من توقيف الشبان السبعة خلال اليومين الماضيين. فإن المجمعات التجارية في المنطقة تخشى من أن تؤدي الحادثة التي تحولت إلى «قضية رأي عام» في السعودية، إلى تقليص عدد مرتاديها، وهو ما دفعها إلى تشديد الرقابة الأمنية، في شكل «ظاهر» و«مستتر»، للحيلولة دون تكرار مشاهد «التحرش» التي استفزت السعوديين. ومن أبرز الخطوات التي لجأت لها المجمعات التجارية، لتكثيف الرقابة الأمنية على الشبان: مضاعفة وجود حراس الأمن في جميع أوقات التسوق، وقيامهم بالتجول في أرجاء المجمع، بعد أن كان وجودهم يتركز على البوابات، إضافة إلى الاستعانة بأجهزة المراقبة الأمنية، لرصد أية مخالفات قد تقع، فضلاً عن الاستعانة بعناصر أمنية لا يرتدون الزي المعتاد لرجال الأمن (السيكورتي). فيما ألمحت مصادر تحدثت إلى «الحياة»، إلى أن المجمعات قد تطلب من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعزيز وجودها في جميع فترات التسوق. وأكدت المصادر أن «بعض عناصر الهيئة اتخذت أماكن ثابتة في المجمعات التجارية، إلا أن فرقها لا تعمل في بعض الفترات مثل الصباح، نظراً لقلة أعداد المتسوقين. إلا أن إدارة المجمعات طلبت من الهيئة تكثيف وجودها في هذه الفترات، تفادياً لوقوع مخالفات أخلاقية. بيد أن هذا الأمر لم يتم حسمه بعد، إلا أن هناك تنسيقاً يجري حالياً، وسط تكتم شديد على الأمر». فيما لجأت مجمعات تجارية، إلى تعميم حظر دخول العزاب، في جميع الأوقات، بعد أن كانت تسمح لهم بالدخول في فترة الصباح فقط. فيما طرأ «تغير كبير» على أساليب التسوق، وبخاصة بين النساء، إذ بدا واضحاً، من خلال جولة قامت بها «الحياة»، طوال اليومين الماضيين في مجمعات تجارية في مدينتي الدمام والخبر، ميل النساء إلى عدم التسوق بمفردهن، كما كان عليه الوضع في السابق. إذ أصبحن يفضلن التسوق برفقة أحد أقاربهن، إضافة إلى تغيير مواعيد التسوق. فبعد أن كان الصباح الوقت المفضل للتسوق تفادياً لزحام المتسوقين، بدأت النساء في اختيار الأوقات التي تعج بالمتسوقين، خوفاً من تعرضهن إلى «مضايقات» من الشبان. فيما شهدت فترة الظهيرة التي يرجح أن تكون الوقت الذي وقعت فيه حادثة التحرش، حضوراً «ضعيفاً» للموظفات اللاتي يعملن في القطاع الخاص، ويفضلن تناول وجبات الغداء في المجمعات التجارية في فترة الاستراحة. وبدت الكثير من المطاعم «خالية» من زبائنها المعتادين في هذا الوقت، نظراً لتخوف الكثير من الموظفات من التعرض إلى «مضايقات» من الشبان، الذين يستغلون انعدام الوجود الأمني في هذه الفترة. وفضلت الكثيرات منهن تناول الغداء في مطاعم أخرى بعيداً عن المجمعات، بحجة أنها «أكثر أماناً» في الوقت الحالي من المجمعات، وكذلك الابتعاد عن مضايقات الشبان المتكررة. «مغردون» يدعون الفتيات إلى الإبلاغ طالب مغردون، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بضرورة أن تتقدم أية فتاة تتعرض إلى المضايقة، أو التحرش فوراً ببلاغ إلى الجهات المختصة، لأن هذا يسهم في شكل كبير في القضاء على ظاهرة «التحرش»، التي انتشرت في الآونة الأخيرة، من قبل مواطنين ومقيمين. وأكدوا أن الجهات المختصة ستتعامل مع هذه البلاغات «بسرية تامة، نظراً لخصوصيتها، وستتعامل مع المتحرشين بحسم وقوة». كما طالبوا الموظفات العاملات في المحال التجارية الكبيرة التي يعمل معهن موظفين أجانب، بضرورة «توخي الحذر، والإبلاغ عن أية مضايقة أو تحرش يتعرضن لها، سواءً من قبل المتسوقين أو من العاملين معهن في المحل ذاته»، لافتين إلى ضرورة «توعية المجتمع بهذه الظاهرة من خلال تكاتف الجهود بين جميع الجهات المختصة».