في الأسبوع الماضي وجه أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز بعدم منع الشباب من دخول الأسواق والمجمعات التجارية. طبعاً في السابق كان الشباب ممنوعين من دخول غالبية المجمعات التجارية ، وإن سمح لهم فيسمح لهم في أوقات محددة!وذلك خوفاً مما يعقب دخولهم من فوضى ومضايقات للعائلات وبالتحديد النساء !!. وفور إعلان السماح للشباب..تباينت ردود الفعل. ما بين شباب مؤيد ويرى أنه من اللامنطقية منع الشاب السعودي بينما من يبيع داخل السوق للنساء هم من الرجال الشباب!!وأيضا يشعر الشباب هنا بشعور مؤلم من عدم الثقة به وبأخلاقه والتزامه !. ومجموعة أخرى متخوفة من الفوضى التي ستحدث ويضع يده على قلبه خوفاً على ما سيحدث بعد هذا القرار لبنات المسلمين !!. في السابق كان منظراً مألوفاً أن ترى مجموعة من الشباب تتفاوض وتتجادل مع حراس الأمن أمام أبواب المجمعات التجارية لكي يسمح لهم بالدخول! بل البعض منهم قد يعرض مبلغاً من المال على أي امرأة عابرة حتى يرافقها! وبالتالي يتمكن من الدخول !!. كثيرا ما أتساءل ألسنا مسلمين؟ألا نفاخر على العالمين بتربيتنا الإسلامية! والتي لعل ما يميزها أنها تخلق في الناشئة استحضار وجود الله ومحاسبته لنا في كل أفعالنا وأقوالنا!!. إذن لماذا عند أي اختبار على أرض الواقع لكل ما نفتخر به يظهر لنا عكس ما نقوله !!. هل الخلل في التربية! كلنا نقول إن المجتمع السعودي يربي النشء تربية إسلامية ونطلق الكلمة هكذا بالعموم! ولم نقف يوماً ربما لنسائل أنفسنا ما هذه التربية الإسلامية بالضبط؟وما هي أبرز مقوماتها؟ وهل فعلا غرسنا المبادىء الإسلامية الحقة في نفوس شبابنا وفتياتنا؟!. نقطة أخرى هامة ماذا عن ثقافة المجتمع السعودي ونظرته للمرأة أو الفتاة؟!. هل تغيرت عن السابق أم لازالت كما هي؟!. عندما دار نقاش قرار السماح للشباب بدخول الأسواق على الشبكات الاجتماعية كتويتر وغيرها. بعض الشباب كان لهم رأي صادم بأن الفتاة هي المسئولة عن ما تتعرض له من تحرش ومضايقة!! وأنها بتبرجها هي التي تعرض نفسها بل وتختار وتتمنى أن يعاكسها الشباب!!. مثل هذه الثقافة التي ترى المرأة مصدراً للغواية وهي المسئولة عن فتنة الرجال وتحرشهم بها هي ثقافة خطيرة ومقلقة!. مثل هذه الثقافة أيضا تخلي الشاب من أي مسئولية أخلاقية أو دينية!! فالمرأة هي المسئولة أولاً وأخيرا!!. والغريب أن من يروج لمثل هذه الثقافة يغيب عنه أن الدين الإسلامي شدد على مسؤولية الإنسان وتحمله لأفعاله وأخطائه لا البحث عن ما يبررها وإلقاء اللوم على الآخرين !!. في النهاية مثل هذا القرار يحتاج إلى تشديد العقوبات الرادعة على كل شخص يتعدى حدوده ويقلق أمن المتسوقين وأيضا خلق ثقافة جديدة تشدد على فضيلة غض البصر ومسئولية الإنسان عن أفعاله وكذلك ان كلاً من الفتاة والشاب السعودي مثلهم مثل غيرهم من الفتيات والشباب في العالم فقط يحتاجون لإعادة صياغة المفاهيم وتصحيح نظرة كل منهما للآخر!!.