بغداد، الموصل - «الحياة»، أ ب، أ ف ب - سقط 17 قتيلاً على الأقل و20 جريحاً في تفجيرين انتحاريين استهدفا مقهى في بلدة تقطنها الأقلية الايزيدية في محافظة الموصل شمال العراق، بحسب مصادر أمنية وطبية. وأوضح مسؤول أمني طلب عدم كشف اسمه أن الانتحاريين فجرا الشحنتين في مقهى مكتظ بالشباب في بلدة القلعة، وسط قضاء سنجار الواقع على بعد مئة كيلومتر شمال غربي مدينة الموصل. يذكر أن الأقلية الايزيدية الناطقة باللغة الكردية تقطن غالبيتها في قضاء سنجار الواقع على الحدود مع سورية. وكانت التفجيرات ركزت على استهداف الأقليتين التركمانية والشبك الشيعيتين خلال الأيام الماضية، ما أودى بحياة 120 شخصاً منذ يوم الجمعة الماضي. ويؤشر تركيز المسلحين في الموصل على الأقليات الى أنهم يسعون الى أهداف سهلة وغير محمية لرفع عدد الضحايا، فيما تكثف قوات الأمن العراقية جهودها لحماية مناطق رئيسية. ويأتي هذا التفجير بعد سنتين تقريباً على استهداف بلدة القحطانية قرب سنجار بتفجير أربع شاحنات مفخخة في آب (اغسطس) عام 2003، ما أودى بحياة 500 من أبناء الأقلية الايزيدية، وذلك في أسوأ اعتداء شهده العراق على الاطلاق منذ غزوه العام 2003. وتأتي هذه الهجمات قرب الحدود مع سورية في وقت يعتزم فيه المالكي القيام بجولة زيارات رسمية على عدد من العواصم العربية، بينها دمشق، للبحث في ملف الأمن. وكان المستشار السياسي للمالكي صادق الركابي قال إن المالكي سيناقش خلال زيارته المتوقعة لسورية في الأيام المقبلة تعزيز تعاون البلدين في الملف الأمني، نظراً الى وجود حدود بين الطرفين، مشدداً على جدية الحكومة في وقف كل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للعراق. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قللت من أهمية الخلاف بين واشنطن وبغداد على زيارة وفد رسمي أميركي لدمشق للبحث في ملفات من ضمنها ضبط الحدود وتسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق. وأعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية بي جي كراولي أن بين القضايا التي يبحث فيها الجانب الأميركي مع السوريين «استمرار جهودهم لضبط الحدود مع العراق». وأوضح كراولي أن واشنطن تبدي منذ سنوات اهتماماً بقضية تدفق المقاتلين الأجانب من الحدود السورية إلى العراق، لافتاً الى افادة الأخير من الجهود الأميركية في هذا المجال.