أضرم تلميذ في الثامنة عشر من عمره النار في جسده وسط ثانوية في مدينة جرادة شرق المغرب، مساء أمس (الإثنين)، بسبب «إقصائه من متابعة دراسته»، بحسب ما أفادت مصادر حقوقية. وقال تقرير لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة جرادة، إن «التلميذ خليفة بدر من مواليد 19-12-1993 أقدم على إحراق نفسه باستعمال البنزين للاحتجاج على رفض مجالس الأقسام السماح له بمعاودة الدراسة». وأضاف التقرير أن الأمر تم «على مرأى ومسمع من التلاميذ والأساتذة، ما خلف حالة من الهلع وسط التلاميذ والطاقم الاداري، إذ تجاوزت حالات الإغماء 20 حالة نقلت جلها إلى المستشفى الإقليمي بجرادة». ووصف التقرير حالة التلميذ الذي تم نقله إلى مستشفى الفارابي في مدينة وجدة أقصى الشرق المغربي، بأنها «مستقرة». وحسب معلومات استقتها الجمعية إن «التلميذ كان قد تقدم بطلب من أجل استئناف الدراسة بمؤسسة جابر بن حيان، حيث كان يدرس في السابق، بعد أن جرى توقيفه، فلم تستجب إدارة المدرسة لطلبه». ويوضح التقرير أن الجمعية اتصلت بإدارة الثانوية التي أكدت «أن هذا التلميذ سبق له أن استفاد من الإرجاع برسم الموسم الدراسي 2012-2013» بعد أن قضى ثلاثة أعوام في القسم نفسه». وحسب إدارة الثانوية فإن «مجالس الأقسام المنعقدة (تضم المدرسين) بتاريخ 4 (أكتوبر)، درست 34 طلباً للعودة إلى الدراسة، قبلت منها 24 وعادت لتجتمع بشكل استثنائي بتاريخ 25 تشرين الأول (أكتوبر)، للنظر في الحالات المتبقية، فرفضت السماح لهذا التلميذ بالعودة إلى طاولة الدرس». وتقول إدارة الثانوية إن ملف هذا الطالب فيه «تجاوزات ناهزت 25 مخالفة تتنوع بين الشغب وعدم الانضباط وسوء معاملة الأساتذة والإدارة، إذ سبق له أن وقع على أربعة التزامات بهذا الخصوص». وأفاد محمد الوالي عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في جرادة في اتصال هاتفي مع فرانس برس أن «طلاب الثانوية نظموا مساء الثلثاء وقفة احتجاجية داخل الثانوية المحاصرة بقوات الأمن»، مضيفاً أن «مكونات المجتمع المدني ستقوم باحتجاج آخر غداً وتلتقي المسؤولين». وأوضحت الجمعية في تقريرها أن نائب وزير التربية الوطنية «لا يرى مانعاً في مراجعة القرار ومراسلة الجهات المسؤولة في شأن التلاميذ غير المستفيدين تجنباً لأي ردود أفعال قد يقدمون عليها».