أكد أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك سعود الدكتور مرزوق بن تنباك أهمية وجود القيادات الاجتماعية، إذ «تدير التوازن في حركة المجتمع ومسيرته». وأضاف ابن تنباك في المحاضرة التي نظمها نادي الجوف الأدبي الثقافي أخيراً بعنوان «القيادات الاجتماعية وأثرها في تنمية القيم والأخلاق»، وأدارها الدكتور نواف السالم في مقر النادي مساء الإثنين الماضي، أن القيادات الاجتماعية تمتلك مساحة غير محدودة من التواصل الدائم مع الناس، غير تلك التي تربط الناس بالقيادات الرسمية والسياسية. وقال إن هذه القيادات الاجتماعية الحرة تنمي في المجتمع القيم الفاضلة والأخلاق المحمودة وتضبط سلوكه وتقيم جسور التواصل بين الناس، على مبدأ الرضا والقبول بها وبدورها، قناعة بأهميتها وضرورة الالتفاف حولها في الأزمات التي قد لا يخلو منها مجتمع من الناس. وعرّف ابن تنباك القيادة الاجتماعية ومسؤوليتها في التاريخ القديم وفي الحاضر، وبيّن الحاجة إليها، حين يختار المجتمع قيادته التي لا تفرض عليه من السلطة الرسمية، بل هو صاحب الشأن في اختيارها، «إذ أدرك الناس منذ القدم أهمية أهل الفضل، وأدركوا نجاح المجتمع كله وسلامته إذا سمع لهم وأخذ عنهم». وقال إن سبب تفكك الدول العربية بعد «الربيع العربي» غياب القيادة الراشدة، إذ تفكك المجتمع لأنه لم يعتمد على قيادات راشدة بعد سقوط الطغاة، كما حدث في العراق وفي ليبيا. واستنكر ابن تنباك حال «السفه» التي وصل بها بعض العرب، وقال إن العراقيين دفعوا الأموال الطائلة من أجل جلب الأميركان لنصرتهم على أشقائهم وأبناء عمومتهم! مشيراً إلى أن انحطاط العرب كان بسبب الأنظمة الشمولية العربية التي استبدت طوال 60 عاماً، وقال إن العرب حوّلوا التنوع الجميل إلى اختلاف، وهذا ما أدى إلى سهولة اختراق العرب، وهذا خلل في بنية المجتمع. ورد ابن تباك على تعليق نائب رئيس مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي خالد العيسى حول دور القبيلة في استقرار الوضع في تونس، وأنها نجت من وصف ابن تنباك بتجارب بعض الدول التي شهدت «الربيع العربي» بأنها فاشلة، إذ قال ابن تنباك إن الوطن العربي مليء بالقبائل وهي من وحدة الوطن العربي حاضرة وبادية، مستنكراً تحميل البعض للقبيلة مسؤولية فشل الأنظمة الحديثة. كما تساءل خليفة المسعر عن الكفاءات العربية وهي قادرة على قيادة العالم، وأضاف: «من المخجل أن نسمع بقيادات كرة القدم ولا نسمع عن غيرهم، والعهد الحالي تأكد لنا أن مشكلة العرب من العرب أنفسهم، فالاعتماد على الكفاءات العربية محدود للأسف». وأرجع ابن تنباك فشل القيادات والكفاءات في العالم العربي، إلى عدم وجود حراك مجتمعي فاعل، وقال عندما يسافر أحدنا للغرب لا يستطيع أن يخترق النظام والقوانين في حين يسهل عليه ذلك هنا. وأضاف: «ما يحصل أن الذين لديهم الكفاءة في الوطن العربي، يهمشون لأن هناك أشخاصاً قد يستفيدون من هذا التهميش، ففي العالم العربي يدفعونك للخلف أما في الغرب فيدفعونك للأمام». مرزوق بن تنباك في المحاضرة.