يغلب على الريبورتاجات الإخبارية التي يستقيها المذيعون المكلفون بالقيام بتغطيات خارجية للقنوات التلفزيونية المغربية طابع العمومية وعدم الإحاطة العميقة بالحدث المراد تغطيته. ومردّ ذلك إلى هرولة الصحافيين وعدم صبرهم من أجل تغطية ندوة أو حدث ما؛ فهم يعمدون غالباً إلى استقاء آراء المستجوبين، قبل انطلاق الحدث؛ لتضمينها في التقرير المصاحب لصور الريبورتاج التي يلتقطها المصوّر عند بداية الحدث، ليأتي التقرير، غالباً، قراءة مكرورة لورقة تقديم المنظمين، فاقداً معطيات مهمة كان يمكن للصحافي أن يستقيها بنفسه من خلال مجهود أكبر في التغطية. وهكذا يفقد الريبورتاج التلفزيوني عموماً حرارته، وتأتي بذلك التغطية باردة، باهتة وغير مخلصة للحدث. هم، صحافيون نصادفهم في أحداث ولقاءات مختلفة متأبطين مايكروفون القناة، متعجلين بطبعهم يسبقون الحدث بأخذ نبذة عنه من طرف أحد المرتقب مشاركتهم فيه، أو من أحد أعضاء لجنة التنظيم، ليغادروا بعدها. وكم يبدو غير مهني أن تأتي التصريحات المستقاة من طرف الصحافي على لسان المستجوبين على الشكل التالي: «النشاط الذي سنعقده يندرج في إطار أو يهدف إلى كذا أو سندرس القضية المعينة»، وإلى ما ذلك من صيغ المستقبل؛ كأن الحدث آت، وليس آنياً أو ماضياً». هذا التعجل قد نفهمه في حالات محدودة عندما يكون الحدث مستعجلاً، عندها يُفقد كل تأخر عن وقت البث في نشرة الأخبار الحدث أهميته؛ لذلك قد يلجأ الصحافي إلى أخذ تصريحات في شكل مستعجل وصور بداية النشاط من دون مواكبته كاملاً. ولكن أن يتحول هذا الإجراء المعزول إلى قاعدة تكاد تكون عامة؛ فهو يطرح على رؤساء التحرير ومديري القنوات أكثر من علامة استفهام!