فيما اشتكى عدد من الطالبات وأولياء الأمور من الأوضاع السيئة ومشاكل الأمن والسلامة التي يعيشها مجمع (ذرا راعي النبع) التعليمي في منطقة البرك التابعة لمنطقة محايل عسير، إذ يحتاج إلى صيانة شاملة، مشيرات إلى أنه يشكل خطراً على طالباته لدرجة أن بعض الطالبات في الصف الثاني الثانوي اقترحن جمع تبرعات لشراء مكيفات له، أكدت إدارة التعليم في المنطقة أنه تم سحب المشروع الجديد الخاص بالمجمع من منفّذه الحالي ومنفّذه بالباطن، وسيتم طرحه للمنافسة من جديد على المقاولين، وصرف موازنة جديدة لإدارة المجمع قريباً. وذكر مصدر ل«الحياة» من داخل مدرسة (ذرا راعي النبع) (طلب عدم ذكر اسمه)، «أن المجمع التعليمي يوجد فيه أكثر من 300 طالبة موزعات على 12 فصلاً، القسم الابتدائي يشمل ستة فصول والمتوسط ثلاثة فصول والقسم الثانوي ثلاثة فصول والمدرسة تعاني من نقص الخدمات والأدوات التعليمية ولا تحوي أياً من وسائل السلامة والأمن، ومبنى المجمع مهدد بالانهيار في أي وقت بسبب البنية التحتية شبه المعدومة بالكامل، ومكابس الكهرباء مكسرة وغير آمنة وتهدد حياة الطالبات». وأضاف المصدر: «الحال وصل ببعض الطالبات إلى أن يجمعن التبرعات والمبالغ لأجل شراء المكيفات لفصولهن، بسبب انعدام وسائل التكييف في المجمع التعليمي، حتى أن مديرة المدرسة أصبحت أشبه بالميكانيكي فيها وأخذت تعمل في مجال صيانة المدرسة بيديها، وتدفع من جيبها قيمة الصيانة العامة للمدرسة، كون أموال الصيانة السنوية للمجمع لم تصل إليها». وتابع: «في العام الماضي أتت إحدى المشرفات وقامت بكتابة تقارير عدة عن مستلزمات المجمع وحاجاته ولم يصل من تلك الحاجات سوى آلة تصوير وخزنة للأوراق، وأن عدداً من المدرسات اقترحن أن يتم نقل الطالبات إلى مدرسة الأولاد في الفترة المسائية موقتاً حتى يتم إصلاح المدرسة وترميمها، ولكن متعهد المجمع رفض زيادة عدد الفصول وبنائها، وبعض الفصول بدأت أسقفها تتهاوى على الطالبات، بسبب كثرة الأمطار باعتبارها تقع في منطقة جبلية، وطالبات القسم الأدبي تم تحويلهن إلى القسم العلمي قسراً، لعدم توافر الفصول الكافية». وذكر المصدر أن المبنى الجديد للمدرسة يتولى تنفيذ مشروعه أحد المقاولين ولا يرغب في تنفيذه والعمل متوقف في مشروع المبنى الجديد منذ أكثر من أربع سنوات، والشركة المنفذة للمشروع انسحبت بعد بناء الأعمدة الأساسية، لافتاً إلى أنه في أحد قاعات فصول المرحلة المتوسطة تم جمع أكثر من 50 طالبة في غرفة مساحتها أربعة أمتار في خمسة، وأن غرفة المعلمات تجتمع بها أكثر من 30 معلمة ومساحتها أربعة أمتار في أربعة، والأرض مفروشة على الأرض». من جهته، أوضح مدير مكتب التربية والتعليم في منطقة محايل عسير هاشم الحياني أنه أمر بالتحقق من جميع المعلومات الواردة بعد استفسار «الحياة» عن ذلك المجمع، وأنه بعد التأكد من المعلومات كلها التي تبينت صحتها، تم سحب مشروع المجمع الجديد من المقاول المنفذ للمشروع مباشرة، وأيضاً من مقاول الباطن، وأشار إلى أن الشركة المنفذة للمشروع لديها أكثر من مشروع متعثر غير منفذ، وقال: «ونحن في طور طرح المشروع مرة أخرى لمنافسة جديدة، وفي ما يخص الموازنة السنوية للمجمع، فإن تعليم محايل عسير أدرج جميع الأموال الخاصة بالمدارس في حسابات مديريها، والموازنة الخاصة بالمدرسة وصلت إلى حساب مديرة المدرسة». وأضاف الحياني «أنه سيتم توجيه خطاب إلى مالك المبنى لإجراء عمليات الصيانة اللازمة بموجب العقد المتفق عليه بينه وبين إدارة التربية والتعليم في محايل عسير، ليتكفل بأدوات السلامة في المجمع كاملة».