قال رئيس الدائرة السياسية في الأممالمتحدة جيفري فيلتمان أن السعودية «ستبقى شريكاً أساسياً للأمم المتحدة بغض النظر عن الدور الذي ستختاره داخل نظام الأممالمتحدة». ومع وصفه قرار المملكة رفض قبول مقعد مجلس الأمن بأنه «قرار سيادي» أبدى «تفهم إحباط السعودية، وجميعنا محبط أيضاً، بسبب عدم تمكننا من إيجاد الوسيلة الصحيحة، والإجماع السياسي لفرض وقف القتال في سورية». واعتبر فيلتمان، في حديث الى «الحياة»، انه يجب ان يعقد «جنيف - 2» لتطبيق بيان «جنيف - 1» وإطلاق عملية انتقالية في سورية، وتأسيس هيئة انتقالية تحكم بصلاحيات تنفيذية كاملة «للتوصل الى سورية جديدة». وشدّد على أن بيان «جنيف - 1» حدّد صلاحيات الهيئة الانتقالية الحاكمة في سورية بأنها ستشمل السلطة على القوى الأمنية والجيش. وحذر من أن «ثمن انعقاد المؤتمر أكبر بكثير من مخاطر إمكانية الفشل». واعتبر أن «الفشل في عقد مؤتمر جنيف - 2 واستمرار القتال سيوصلنا الى السيناريو الذي يتحدث عنه الرئيس بشار الأسد المتعلق بإمكان ترشحه للانتخابات الرئاسية السنة المقبلة». ومع رفضه إعلان موقف الأممالمتحدة من إمكان ترشح الأسد لولاية جديدة، أكد أن «الحديث عن حل سياسي في سورية لا يعني إدارة الوضع القائم بل توافق السوريين على عملية انتقالية نحو سورية جديدة تمثل بداية يوم جديد للشعب السوري». وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيحدد موعد المؤتمر وسيوجه الدعوات اليه بالتشاور مع الولاياتالمتحدة وروسيا. وأوضح أن الدعوات «ستوجه الى من لهم قدرة على ممارسة التأثير الإيجابي على الأطراف» في سورية، «لكن يجب أن يشاركوا بهدف التحدث عن العملية الانتقالية». وعن إمكان مشاركة إيران، في حال عدم مشاركة السعودية في المؤتمر، قال فيلتمان: «اذا شارك السعوديون أم لا، فإن لديهم دوراً مهماً يؤدونه، ونحن سنبقى منخرطين مع المملكة العربية السعودية ليس فقط في شأن سورية بل في عدد من القضايا لأن السعودية تؤدي دوراً مهماً للغاية، ونريد أن نكون شركاء مع المملكة العربية السعودية». وأضاف: «لا أعتقد أننا يمكن أن نربط مشاركة دولة ما بالآخرين، سننظر في ما يراه الروس والأميركيون بالنسبة الى لائحة المدعوين، وفي ما إن كانت هذه الدول ستساعدنا في دعم السوريين في التوصل الى حل سياسي»، مشدداً على ضرورة «أن يعي المدعوون ماهية المؤتمر وهي الانتقال نحو سورية جديدة». وقال المسؤول الدولي إنه لمس من القيادة الإيرانية «رغبة قوية في المناقشة على مستوى التفاصيل الدقيقة لما نتحدث عنه بالنسبة الى العملية الانتقالية في سورية». لكنه أشار في الوقت نفسه الى أنه لم ير أن طهران «تقبل بالمفهوم العام لبيان جنيف 1» على رغم «انفتاحها الكبير على المناقشة». وشدّد على أن «دور حزب الله داخل سورية الذي هو انتهاك لسياسة الحكومة اللبنانية النأي بالنفس، كان جزءاً من الوقود لزيادة التوتر الطائفي الذي يطبع هذا النزاع». ونفى فيلتمان أن يكون هناك «أي دعم لتدخل عسكري يمكن أن يؤدي بشكل مادي ملموس الى إنشاء ممرات إنسانية» في سورية، مشيراً في الوقت نفسه الى مصاعب كبيرة تواجه الأممالمتحدة في العمل الإنساني هناك. * هنا رابط المقابلة باللغة الانكليزية