تمكنت بلدية غرب الدمام، خلال الأشهر الثمانية الماضية، من ضبط 98 شاحنة، و8 «شياول»، تسرق الرمال، في حملات نفذتها البلدية لدهم مواقع التعدي على الرمال، وذلك في مواقع تم تحديدها، بعد بلاغات عدة، تلقتها من جهات متعاونة خارج النطاق العمراني، وبعد ملاحظات من تجريف ونهل الرمال بشكل متكرر. ما دفع البلدية إلى تشكيل فرقة عمل بالتعاون مع الشرطة، لضبط المخالفين. وتوجه الفريق برفقة لجنة، تضم الشرطة، والمرور، والأمانة، وإدارة النقل، وأمن الطرق، إلى المواقع المحددة. وأوضح رئيس بلدية غرب الدمام المهندس فارس العريج، أن «الحملات شملت المواقع المحاذية لطريق الرياض، وطريق المطار، وأبو حدرية، وغيرها. وتم توقيف عمال مخالفين». وأضاف أن «العقوبات المتبعة في حال ضبط المخالف في السرقات المتعلقة بالرمال تشمل: حجز المركبة شهراً، وتغريم صاحبها، وتصل الغرامة إلى 10 آلاف ريال». وأكد أن «الحملة مستمرة ضد المخالفين الذين يقومون بسرقة ونقل الرمال بطريقة مخالفة، بمشاركة الجهات المعنية». وتنفذ أمانة المنطقة الشرقية، حملات ميدانية «موسعة»، للإطاحة ب«عصابات سرقة الرمال الناعمة»، وحجز آلياتهم من مركبات نقل ثقيل وشاحنات، وبخاصة على طرق أبو حدرية، وبقيق، والمطار. وتبلغ كلفة شحنة الرمال 25 ريالاً. فيما تباع على الزبائن بمبلغ يصل إلى 300 ريال. وغالبية المتورطين فيها من العمال الوافدين. وتعتبر أمانة الشرقية، نقل الرمال التي تستخدم في مشاريع البناء والتشييد مخالفة «لما تمثّله من مشكلات تهدد الاقتصاد والبيئة». وتقوم فرق منها بمتابعة ومراقبة الأماكن التي تشهد سرقة الرمال، وتنفذ عمليات الدهم بعد رصد هذه المواقع. وتتم عملية السطو على الرمال في ساعات الليل وتمتد إلى الفجر، ويستغل السارقون «ضعف الرقابة» في هذه الأوقات، وخلو الشوارع والطرقات من المركبات، لتفريغ شاحناتهم، ومعاودة العملية مرات عدة في الليلة الواحدة. وتتراوح الغرامات على المخالفين الذين يتم ضبطهم بين 4 آلاف و10 آلاف ريال عن كل شاحنة، ويتم حجزها لمدة شهر، وأخذ التعهدات عليهم بعدم تكرار المخالفة. وقدرت أمانة الشرقية حجم سرقات الرمال بنحو 288 مليون ريال سنوياً، مؤكدة أن عدد الجرافات «الشيول» التي يتم توقيفها شهرياً يتجاوز 20 جرافة، (تحقق الواحدة منها 1.2 مليون ريال مكسباً شهرياً)، بينما يعمل في سرقة الرمال ضعف هذا الرقم تقريباً يومياً، مشيرة إلى تعرض مراقبي الأمانة إلى التهديد بالسلاح من بعض اللصوص. وحذّر مسؤولون في الأمانة في تصريحات إلى «الحياة» من ظاهرة سرقة الرمال الناعمة التي انتشرت أخيراً، ووصفوها بأنها «خطرة»، ولها تأثيرات عدة على الجوانب الاقتصادية والبيئية من خلال سرقة ممتلكات الدولة، مؤكدين أن من يقوم بها عصابات منظمة تديرها أيادٍ سعودية، وتضم عمالة وافدة مخالفة، وتدرّ عليهم أرباحاً شهرية تتجاوز مليون ريال، كما خلقت سوقاً سوداء، تباع فيها الرمل بأسعار عالية. وأكد المتحدث باسم أمانة الشرقية محمد الصفيان، أن الأمانة حددت مكانين فقط لأخذ الرمال «مجاناً»، وهما شمال طريق الرياض ومنطقة غونان، مقراً بأن «البعض يشكو من أن المسافة بعيدة، وهذا صحيح»، موضحاً أن سرقة الرمال تخلق «سوقاً سوداء» تقوم على المضاربات، إذ يتم بيع متر الرمل الواحد بأضعاف سعره العادي».