اعتبر مستشار أسري أن ما تعرض له أهالي الدالوة من هذه الحادثة «الإرهابية البشعة» التي تمس بأمن الوطن، «انتهاكاً لحقوق المواطنة، وانتهاكاً لحقوق الإنسان»، لافتاً إلى أنها «جريمة لم نعهدها في هذا الوطن. وهذا ما يجعل حجم الألم أكبر». وقال الاختصاصي النفي المستشار الأسري سلمان الحبيب: «إن الأهالي في هذه المحنة يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي، من المقربين والأصدقاء وأفراد المجتمع، وإلى التنفيس الانفعالي، ليخرجوا ما في داخلهم من أسى، ليخفف عنهم ذلك، من دون أن يمنعهم مَن حولهم من حقهم في التعبير عن مشاعرهم، بل يساعدونهم على إخراج ما في صدورهم، مع توجيههم وتهدئتهم بشكل لائق». وطالب المستشار الحبيب من يقف لمساندتهم ب «تفهم مراحل الحزن التي يمر بها الإنسان، حينما يتعرض لمصيبة ما»، موضحاً أن «الإنسان يمر في خمس مراحل، كما يحددها كيوبلر روس، تبدأ بالإنكار ثم الغضب، تليها المساومة فالاكتئاب، وتنتهي بالتقبل. وكي يمر الإنسان في هذه المراحل بشكلها الطبيعي، يحتاج إلى تفهم من حوله ودعمهم، كي يصل إلى نهاية الدورة وهي التقبل للوضع الذي يخرج منه الفرد من دون أن يعاني من أزمة نفسية، أو أن يبقى في مرحلة الاكتئاب، أو الإنكار وغير ذلك ما يجعله غير مستقر نفسياً». وأكد الحبيب ل «الحياة»، أهمية «التعاطف الإيجابي مع الأهالي، وأن نشعر بألمهم ومأساتهم وما يعانونه، مع محاولة إخراجهم من تلك الأزمة، وليس «كمن يصب الزيت على النار»، ما يجعل المصيبة تكبر»، منوهاً إلى ضرورة «الانتباه إلى أن صورة الحادثة لذوي الشهداء وذكرياتهم معهم لا تغادر مخيلتهم، وهم بحاجة إلى إخراجهم من هذا الجو، وعدم تذكيرهم بالفاجعة. كما أنهم بحاجة إلى كلمات تبعث في نفوسهم الصبر والقوة والأمل، ليتجاوزوا محنتهم»، مقترحاً عرض نماذج تلهمهم الصبر، أو ما يعرف ب «النمذجة»، بحسب نظرية التعلم الاجتماعي. وشدد على أن أثر المشكلة على الأطفال يعد «مضاعفاً»، لأنهم «لم يمروا بتجارب كثيرة في حياتهم، ولم يتعرضوا لمشكلات الحياة المختلفة. وهذا بدوره يتطلب عملاً مضاعفاً ليتجاوز الصغار هذه المصيبة المفجعة»، موضحاً أن هؤلاء الصغار بحاجة إلى «إبعادهم قدر الإمكان عن أجواء المشكلة، وفسح المجال لهم للبكاء وإخراج كل ما في داخلهم، مع محاولة التوجيه الهادئ وتصحيح الأفكار الخاطئة التي ترد في أذهانهم».