تعتزم القوات الأميركية اغلاق معتقل «بوكا» في جنوب العراق يوم الخميس المقبل تطبيقاً للاتفاق الأمني بين العراق والولايات المتحدة بعد نقل بقية السجناء فيه، والذين وصل عددهم الى أقل من 400 سجين، إلى معتقل «كروبر» في بغداد. وأكد كريم السياب مستشار الجنرال ديفيد كونتاك قائد قوة المهام 134 المسؤولة عن ادارة المعتقلات الأميركية في العراق ل «الحياة» أن «اغلاق بوكا سيتم بطريقة عادية من دون اقامة احتفال رسمي أو أي شيء آخر كونه سيبقى تحت إدارة القوات الأميركية بعد اغلاقه». وأوضح أن «عدد السجناء الباقين في المعتقل بات أقل من 400 معتقل سيُوزعون على معتقلي كروبر والتاجي قبل اغلاق بوكا»، مشيراً الى أن «سجن التاجي الاصلاحي شمال بغداد سيُسلم هو الآخر الى الحكومة العراقية في كانون الثاني (يناير) المقبل، وهو الوقت ذاته الذي سيتم فيه افتتاح الاكاديمية الاصلاحية في قاعدة فيوجر الأميركية قرب مطار بغداد». ولفت السياب إلى أن «الأكاديمية المذكورة كلفت القوات الأميركية 28 مليون دولار، وتحوي سجناً ووسائل حديثة لتدريب الاصلاحيين وتخريج دفعات تُشرف على السجون الاصلاحية في العراق». وقال إن «معتقل كروبر في المطار سيكون آخر المعتقلات التي ستُسلم الى الحكومة العراقية في آب (اغسطس) عام 2009». وأوضح أن «القوات الأميركية ستصطحب مجموعة من الصحافيين جاؤوا إلى مدينة البصرة لمشاهدة إغلاق المعتقل في شكل نهائي، وستكون هذه آخر رحلة إلى هناك». وبهذه الخطوة، تكون القوات الأميركية في العراق سلمت معتقلي «أبي غريب» في بغداد وسوسة في الشمال الى الحكومة العراقية، وأغلقت «بوكا» من دون تسليمه، وهو ثالث معتقل للقوات الأميركية يُغلق منذ عام 2006. وكان الجنرال ديفيد كونتاك قائد قوة المهام 134 المشرفة على المعتقلات الأميركية في العراق أكد في وقت سابق ل «الحياة» أن القوات الأميركية ستبقي «بوكا» تحت اشرافها بعد اغلاقه كمعتقل، وأنها قد تستخدمه قاعدة للانسحاب من العراق باتجاه الكويت بعد انتهاء مهمتها في البلاد. ويقع معتقل «بوكا» في البصرة ويعد من أهم وأكبر المعتقلات الأميركية في العراق، وهو الوحيد لها في الجنوب، وضم أكبر عدد من السجناء في السنوات الثلاث الماضية بعد اغلاق معتقل «أبو غريب».