وصف الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي في بغداد أمس، الأزمة السورية بأنها في منتهى الخطورة على الشعب السوري والعالم، وأكد أن زيارته هي «للتشاور مع الحكومة في هذا البلد الشقيق حول المأساة الخطيرة جداً في سورية». والعراق المحطة الثانية في جولة إقليمية للإبراهيمي للتحضير لمؤتمر «جنيف-2» الشهر المقبل. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان عن مكتبه بعد لقائه الابراهيمي إن وصول الخيارات العسكرية إلى طريق مسدود جعل فرص الحل واحتمال نجاح المبادرات السلمية أكثر قبولاً، وأبدى استعداد بلاده التام ل «إسناد جهود المبعوث الدولي ودعمها بما يحقق حلاً سياسياً مطمئناً لجميع السوريين والمنطقة». وأوضح البيان أن الإبراهيمي طلب مساعدة العراق في إقناع نظام الرئيس السوري بتقديم «تنازلات». وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس: «نحن متفقون (أي الابراهيمي والحكومة العراقية) اتفاقاً كاملاً على أن هذه الأزمة في منتهى الخطورة على الشعب السوري أولاً وأيضاً على العالم». واعتبر ما تمر به سورية «أخطر ما هو موجود الآن ويهدد المنطقة والسلم العالمي والاستقرار». وحول زيارته لبغداد أكد الإبراهيمي «أنا أزور بغداد للتشاور مع الحكومة في هذا البلد الشقيق حول المأساة الخطيرة جداً في سورية». وعن موعد عقد مؤتمر جنيف-2 الذي زاد اللغط حوله، قال: «نحن نتشاور من أجل تحديد الموعد الذي يساعد الجميع وبخاصة الاطراف السورية والاقليمية، وسنقابل خلال الأيام القليلة المقبلة الكثير من الناس». وتابع: «نأمل أن يكون موعد جنيف-2 في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وسيعلن بعد الاتفاق عليه». وسُئل عما إذا تمت تسمية الاطراف التي ستحضر المؤتمر إضافة إلى الأطراف السورية، شدد الابراهيمي على القول: «إن المؤتمر يجب أن يجتمع فيه كل من له مصلحة أو نفوذ في الشأن السوري». ورداً على سؤال عن حضور السعودية وتركيا من عدمه، أكد: «أن هذه الدول لها مصلحة أو نفوذ وبالتالي من مصلحة الشعب السوري أن تحضر». وأشار زيباري، من جهته، إلى أن «الأخ الإبراهيمي في بغداد لبحث الازمة السورية وتداعيات الازمة في سورية على الدول المجاورة ودول المنطقة». وأضاف: «كما تعلمون هناك جهود دولية مكثفة تقوم بها الاممالمتحدة والولايات المتحدة من اجل عقد مؤتمر جنيف ومن الطبيعي أن هذه المشاورات تصب في هذا الاتجاه والكل مقتنع حالياً أن الحل السياسي للأزمة السورية هو الخيار المتاح حالياً من منطلق فائدة الشعب السوري». وفي بيان عن مكتبه عقب اللقاء مع الإبراهيمي، أعرب المالكي عن أمله في «التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية من شأنه أن يجنّب الشعب السوري الشقيق المزيد من المآسي والآلام». واعتبر: «وصول الخيارات العسكرية إلى طريق مسدود وتنامي القناعة بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة، جعلا فرص الحل واحتمال نجاح المبادرات السلمية أكثر قبولاً»، مؤكداً أن العراق «على استعداد تام لإسناد جهود المبعوث الدولي ودعمها بما يحقق حلاً سياسياً مطمئناً لجميع السوريين والمنطقة». وختم البيان: «طالب السيد الاخضر الابراهيمي بدعم عراقي وإسناد لجهود الحل السلمي وتشجيع الأطراف جميعاً بما فيها النظام السوري على تقديم التنازلات من أجل الحل، مضيفاً أن الحل السياسي يمثل مصلحة لجميع الأطراف».