توصلت دراسة نشرت أخيراً إلى أن أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل النوم أحد الأنشطة الأساسية التي يقضي الإنسان جزءاً من عمره فيها، أن الدماغ يتخلص من ما وصفه البحث «بالفوضى الكيميائية»، إضافة إلى التعب من الأعباء المنزلية. وبحسب الدراسة التي أجراها الدكتور «ماكين نيدرجارد» بجامعة في نيويورك. فإن النقاش الطبي حول الفائدة من النوم استمر لقرون، إذ قال المخترع الشهير «توماس أديسون» ذات مرة إن النوم جناية كبرى وإضاعة للوقت. لكن البحث الأخير أفاد أن الدماغ يعمل خلال النوم على إزالة السموم التي تراكمت خلال انشغال الدماغ أثناء اليقظة. وأفاد البحث الذي نشر في مجلة «ساينس» العلمية أن خلايا الدماغ تنكمش خلال النوم بنسبة 60 في المئة، وتتكون خلالها بعض الثغرات التي تسمح بمرور السوائل لتنظيف الدماغ، وأن فشل الدماغ في فعل ذلك قد يلعب دوراً في اضطراباتها. وأشار الباحثون إلى أن للدماغ قدرة محددة فهو إما أن يكون يقظاً ومستعداً للتفكير، أو نائمأً ويعمل على تنظيف نفسه. ويشبه الدكتور ماكين الدماغ بإنسان يحتفل مع أصحابه في المنزل، فهو بين خيارين، إما مؤانسة الضيوف، أو تنظيف المنزل. وبنيت هذه الدراسة على أخرى أجريت العام الماضي، وتوصلت إلى أن للدماغ نظاماً ليمفاوياً مسؤولاً عن طرد النفايات إلى خارج الدماغ. وبحسب علماء صوروا أدمغة فئران خلال النوم، فإن النظام الليمفاوي يكون أنشط بمعدل 10 مرات خلال نوم الفئران مقارنة بعمله خلال يقظتها. وكان العلماء أجروا هذه البحوث على عينات من الفئران، وهو السبب الذي دعا العديد من الباحثين إلى المطالبة بالمزيد من البحوث وإجراءها على الإنسان لأن مثل هذه النتائج قد تساعد على علاج للأمراض التي تصيب الدماغ مثل الزهايمر والباركنسون. وتعليقاً على نتائج البحث أكد الدكتور «نيل ستانلي» المتخصص في اضطرابات النوم أن هناك دراسات كثيرة تربط بين النوم والعديد من القضايا الفكرية مثل الذاكرة ومهارات التعلم، لكن هذه الدراسة الأول التي تتناول حركة الدماغ فيزيائياً أثناء النوم.