لم يجد الحاج الصيني الدكتور نوح مايولونغ أستاذ المعهد الإسلامي في الصين لنقل مشاعره سوى إنشاء موقع إلكتروني باللغة الصينية، ليحمل بعدها كاميرته الصغيرة لالتقاط صور الحجاج في عرفات، منى، مزدلفة والحرم المكي ونقلها عبر موقعه الإلكتروني ليشاهدها أكثر من بليون صيني. يقف الدكتور نوح متأملاً تلك الخيام البيضاء التي غطت أرض منى ليبدأ في التفكير في زوايا لالتقاط صورته التي يحرص أن تكون ذات جودة عالية بحسب حديثه إلى «الحياة» بعد رميه جمرة العقبة، مشيراً إلى أن الحجاج بدأوا بتوديع المشاعر المقدسة مختتمين حجهم بطواف الوداع في الحرم المكي، ومن ثم الرحيل إلى ديارهم، وكل واحد منهم يختزن معلومات قيمة في ذاكرته عن الحج وما شاهدوه وكيفية تأديتهم لتلك الشعيرة لنقلها إلى الأهل والأحباب والأصدقاء. يستدرك الحاج الصيني «لكني أردت التوسع في نقل تلك المعلومات إلى أكبر قدر ممكن من الناس، وذلك عبر الموقع الذي سأنشئه خصيصاً عن الحج، لنقل كل ما شاهدته واقتنصته عدستي من المواقف التي حدثت في الحج، وطريقة انتقال الحجاج بين المشاعر وكأنهم أسنان مشط لا فرق بينهم إلى الموقع لنثبت للشعب الصيني والعالم أجمع عظمة الإسلام وحرص المسلمين على أداء الركن الخامس واجتماع جميع جنسيات العالم في تلك المشاعر لهدف واحد وهو تأدية مناسك الحج تلبية لأمر رباني، كما أنني سأنقل صوراً ومشاهد من الحرم النبوي الشريف وتعريفاً بالمناطق التاريخية الموجودة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة» . وأوضح نوح أن له تجارب سابقة في تلك الأعمال، إذ أنشأ مواقع إسلامية على الشبكة العنكبوتية، وقدم فيها ترجمة الكثير من الفتاوى الإسلامية إلى اللغة الصينية، وتأليف كتب وبحوث إسلامية في العقيدة والدراسات القرآنية، ونشرها عبر المواقع الإسلامية الصينية سواء المملوكة له أم لأشخاص آخرين، إضافة إلى نشرها في الصحف والمجلات. ويشير إلى أن فكرة موقع الحج راودته فور إبلاغه بقبوله في الحج، فأخذ يعد العدة ليخرج عملاً إلكترونياً متكاملاً عن الحج، مدعماً بصور ومناظر تاريخية، لا تحدث إلا مرة واحدة في العام، مع شرح واف عن كيفية أداء الحج والانتقال بين المشاعر، متمنياً أن يلقى هذا العمل صدى واسعاً في بلاده مسخراً كل طاقاته وإمكاناته لإنجاح هذا المشروع، معبراً عن مدى سعادته لقدومه للحج بقوله: أشكر الله سبحانه وتعالى أن منحني فرصة الحج هذا العام، كما أشكر الإخوة القائمين على شؤون الحج لما قدموه لنا من خدمات مميزة في جميع مراحل أداء فريضة الحج.