توافد 12876 حاجاً من الصين على مكةالمكرمة برا وبحرا وجوا لأداء مناسك الحج في فرصة لا تتكرر للكثير منهم ليشاركوا في هذا الملتقى الإسلامي العالمي ليحلوا ضيوفا على الرحمن إذ جاء هؤلاء الحجاج من 27 مقاطعة أو منطقة أو بلدية مركزية في جمهورية الصين، ومنها منطقة شينجيانغ ومقاطعة قانسو ومنطقة نينغشيا حيث يتجاوز عدد المسلمين في الصين 25 مليونا. وقد زادت الصين العدد المحدد من الحجاج سنة بعد سنة وفقا للمطالب الواقعية للمسلمين بمختلف المناطق وتماشيا مع تحسن مستوى المعيشة على نحو متواصل خلال السنوات الأخيرة حيث ارتفع العدد السنوي للحجاج من أقل من ألف في الثمانينات من القرن الماضي إلى أكثر من ألفين في التسعينيات ليقفز إلى 4700 عام 2004 والى 7330 عام 2005وم ثم إلى 9799 عام 2006 ليتجاوز عددهم سقف العشرة آلاف للمرة الأولى خلال موسم 2007 ليصل إلى أكثر من اثني عشر ألفاً خلال موسم الحج الحالى. فقد وصل 1910 مسلما صينيا من منطقة نينغشيا / ذاتية الحكم لقومية هوى بشمال غربي الصين لأداء فريضة الحج السنوية إلى مكةالمكرمة على متن رحلات جوية مباشرة تستغرق تسع ساعات. وأوضح مسئول من دائرة الشئون الدينية في نينغشيا / يانغ شنغ روي أن 44 بالمائة من الحجاج سيدات مبرزا فرحة الحجاج وهم مقبولون على أداء الحج الذي فرض على كل مسلم قادر بدنيا ويؤدى مرة واحدة في العمر . ويصاحب الحجاج أئمة ومترجمون للغة العربية وأطباء مهمتهم توفير الخدمات التي قد يحتاج إليها الحجاج هناك. وقال المسؤول الصيني (إن دائرته تقدم جميع الخدمات للحجاج الصينيين لاسيما المسنين منهم، الذين قد يشعرون بعدم الارتياح في مناخ مختلف). وتحدثت بهذه المناسبة إحدى المسلمات الصينيات تبلغ من العمر 70 عاما ( لطالما حلمت بأن أحج الى مكة). يذكر أن الحكومة الصينية استأنفت تنظيم رحلات الحج عام 1985، ومنذ ذلك الحين زاد عدد حجاج نينغشيا من 15 حاجا عام 1988 الى 1655حاجا عام 2007 بإجمالي 8288 حاجا في 20 عاما. وكان الرئيس التنفيذي لجمعية نينغشيا الإسلامية / خي فو لي تعاون الحكومة الصينية في إتاحة المجال للمسلمين الصينيين لأداء مناسك الحج وتيسر الإجراءات لهم . وتعد نينغشيا إحدى خمس مناطق ذاتية الحكم تضم أقليات في البلاد ويبلغ عدد سكانها من قومية هوي زهاء 2.1 مليون نسمة وهم يمثلون ما يزيد على ثلث عدد السكان الإجمالي في المنطقة. ويحرص المسلمون في الصين على أداء هذه الفريضة العظيمة وتتوفر لبعضهم الفرصة من خلال رحلات الحج التي تنظمها الجمعية الإسلامية الصينية . واصبح لدى الجمعية بعد مضى عدة عقود من الزمن حافلة بالتجارب والخبرات في رحلات الحج فريق من خبراء الحج الأكفاء الذين يعرفون تمام المعرفة ترتيبات مناسك الحج وشبكة الطرق، وهو ما يجعل أعمال الحج تجري بصورة منتظمة , وتنظم الجمعية دورة تدريبية لمرشدي الوفود الصينية من مختلف المناطق قبل حلول موسم الحج في كل عام وإطلاعهم على التعليمات الخاصة بالحج التي تصدر عن وزارة الحج بالمملكة العربية السعودية ، كما قامت تنظم حركات عبور الحجاج وإقامتهم في المملكة . وأصدرت الجمعية سلسلة من الكتب لتوعية الحاج الصيني مثل(الأنظمة واللوائح التفصيلية لمسؤولى وفد الحجاج) و(الأنظمة واللوائح التفصيلية لتنظيم وإدارة أعمال الحج الصينية) و(الدليل العملي للمسلمين الصينيين في أداء الحج) مما زاد معرفة المسلمين الصينيين بواجبات الحج . وعبر أحد الحجاج الصينين (يانغ) عن سعادته بزيارة مكةالمكرمة مشيرا إلى أنه سبق له زيارة مكةالمكرمة وقال (رغم أن أكثر من مليونى حاج من كل حدب وصوب يجتمعون في موسم الحج بمكةالمكرمة فقد أحاطتنا حكومة المملكة العربية السعودية بالرعاية والمحبة , فجميع القائمين على خدمة الحجيج يبذلون ما في سعهم من الجهد لخدمة ضيوف الرحمن فهم يسهرون على راحتهم ويتعاملون مع الحجاج بالحسنى ويلقون بالتحية على ضيوفهم ويبادرون للمساعدتهم رغم اختلاف ألوانهم وأشكالهم وملابسهم ولغاتهم ودولهم وقومياتهم فهم يعتبرونهم إخوة لهم في الدين) . ورأى يانغ بعد زياراته المتكررة لمكة انها شهدت تغيرات جمة فى السنوات الأخيرة لاسيما فى المرافق الأساسية مشيرا إلى أن الخيام المستخدمة فى المبيت بمنى صنعت جميعها من مواد مقاومة للحريق فيما تم إنشاء جسر ضخم للجمرات بمسارات أحادية الاتجاه الأمر الذى يسر على الحجاج رمي الجمرات بعد أن كان هذا النسك يشكل هما على الحجاج في السابق نظرا للزحام الشديد في جسر الجمرات السابق . تجدر الإشارة إلى أن المرة الأولى التى نظمت الصين فيها وفدا من الحجاج الى المملكة العربية السعودية كانت فى عام1955 ولم يسجل عدد الافراد فى ذلك الوقت لم يتجاوز 20 شخصا. وكان رئيس الجمعية الإسلامية الصينية (تشن قوانغ يوان) قد صرح لإذاعة الصين الدولية في العام 2006 م تحدث فيه عن تاريخ قوافل الحج الصينية مشيرا إلى أن المسلمين الصينيين بدأوا حج البيت العتيق منذ مئات السنين حيث تشير المدونات التاريخية إلى أن تاريخ قوافل الحج الصينية يعود إلى عهد أسرة مينغ الملكية الصينية الممتدة من عام 1368 إلى عام 1644). وأضاف (ومنذ عهد أسرة تشينغ الملكية الصينية الممتدة من عام 1644 إلى عام 1911 ازداد عدد الحجاج الصينيين وكان من بينهم عدد ليس بالقليل من العلماء اغتنموا فرصة الحج لزيارة الأمصار الإسلامية وممارسة النشاطات العلمية). ولفت النظر إلى توقف رحلات الحج الصينية بعد تأسيس ما أسماه الصين الجديدة عام 1949 حيث حوصرت موانئها البحرية في فترة من الفترات .