تستأنف جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تظاهراتها اليوم تحت شعار «جمعة كشف الحساب»، بعد هدنة خلال الأيام الأربعة الأولى من عطلة عيد الأضحى، فيما رفض وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي تعديل خريطة الطريق التي أعلنها عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي مطلع تموز (يوليو) الماضي، ما يطيح بمشاورات لحل الأزمة السياسية تتمسك جماعة «الإخوان» فيها برفض خريطة الطريق وتصر على إبعاد الجيش عن المشهد. وحرص السيسي خلال لقاء عقده مساء أول من أمس مع مشايخ قبائل محافظة مرسى مطروح الحدودية غرب البلاد على تأكيد أن «القوات المسلحة حريصة على تنفيذ خريطة المستقبل كما تم الإعلان عنها بالتعاون مع مؤسسات الدولة والقوى الوطنية». وشكا «حرب إشاعات وأكاذيب»، لكنه تعهد «الاستمرار في بناء مصر ومؤسساتها ولا نلتفت إلى من يحاولون إضعاف ثقتنا بأنفسنا وبعدالة قضيتنا». ووعد ب «حماية إرادة المصريين وصونها والوفاء بالمهام والمسؤوليات التي كلف الشعب الجيش بها والدفاع عن أمن الوطن واستقراره». وتحدت جماعة «الإخوان» أمس الحكم الموقت الذي يتجه إلى استصدار قانون جديد يقيد التظاهر ويحظر الاعتصام بدا أنه موجه بالأساس إلى مؤيدي الرئيس المعزول، إذ وجهت دعوة جديدة إلى الاحتشاد اليوم في تظاهرات تحمل شعار «جمعة كشف الحساب». وقال «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده «الإخوان» في بيان: «أكثر من مئة يوم تمر على الانقلاب حصدنا خلالها حصاداً مراً على جميع الأصعدة... وإذا مرّ الانقلاب فسيستمرئه أي قائد للجيش، فإذا جاءت نتائج الانتخابات التشريعية أو الرئاسية على غير هواه فلا مانع من تكرار التجربة، فإرادته أكبر من إرادة الشعب». وأعلن التحالف نقاطاً لتجمع المتظاهرين بعد خروجهم من مسيرات في المساجد في ميدان روكسي في مصر الجديدة وكورنيش المعادي في القاهرة وميدان المحطة في محافظة الجيزة. لكن لا يتوقع أن تسمح لهم قوات الجيش والشرطة بالوصول إلى الميادين. وانضم أمس إلى القوى الرافضة لقانون «تنظيم التظاهرات» المزمع إصداره بمرسوم رئاسي، رئيس حزب «مصر القوية» الإسلامي عبدالمنعم أبو الفتوح الذي اعتبر أن «قانون منع التظاهر والاعتصام المزمع إصداره يحسم الأمر أمام كل متردد بأننا نواجه سلطة قمعية ليست لها مشروعية وتستهين بحريات المصريين وكرامتهم وحقوقهم». واعتبرت «حركة شباب 6 إبريل» أن القانون المزمع إقراره يعد «قمعاً للحريات وإهداراً لمكتسبات الثورة وحرماناً للمصريين من حق الاعتصام، متناسين (من أصدروه) أن ذلك الحق هو الذي أسقط كل الديكتاتوريات». واستنكرت إعطاء الحق لوزارة الداخلية بمنع أي تظاهرة، مشددة على أنها «لن تعترف بمثل هذا القانون ولا بأي قانون مخالف ينتقص من مكتسبات الثورة، ولن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا القانون وستقاومه بالطرق المشروعة السلمية». وفي سيناء، أعلن مصدر أمني أن قوات الجيش التي تقوم حالياً بحملة في جنوبالعريش «تمكّنت فجر (أمس) من رصد مجموعة مسلحة تحاول الهجوم على قوات هناك وقتلت ستة من أعضائها». وأوضح أن «اشتباكاً وقع بين المسلحين وقوات الجيش قرب كمين أبو سكر جنوبالعريش، ما أسفر عن مقتل المسلحين الستة».