يبدأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم، اليوم، زيارة رسمية للسعودية، مدشناً مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، التي تعرضت لهزات في عهد حكومة نوري المالكي (للمزيد). والتقى المالكي الذي يشغل الآن منصب النائب الأول للرئيس العراقي مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي الذي أشاد ب «شجاعته واقتداره خلال توليه رئاسة الحكومة». وأفادت مصادر بأن اللقاء شكل «غطاءً سياسياً ودينياً» للمالكي في مواجهة المطالبين بمحاكمة عهده. ويتوجه معصوم اليوم إلى الرياض، للبحث في العلاقات العراقية- السعودية وتطبيق قرارات مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب والذي عقد في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقالت مصادر مقربة منه إن زيارته تأتي في إطار الاتفاق السياسي الداخلي الذي يقضي بالانفتاح على الخارج، خصوصاً الدول العربية. وأضافت أنه سيركز خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على استعداد العراق لفتح صفحة جديدة في علاقاته الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون والتكاتف مع دول الجوار، لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد الجميع. وتوقعت أن تثمر زيارته عن إعادة افتتاح السفارة السعودية في بغداد، خصوصاً بعد تفاهم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على هذا الأمر (خلال لقائهما على هامش مؤتمر جدة). وتعتبر الرياض أن سياسة حكومة المالكي شجعت التفرقة الطائفية في العراق. ومنذ تعيين حيدر العبادي رئيساً للوزراء في آب (أغسطس) الماضي خطت السعودية خطوات حذرة للتقارب مع العراق، فهنّأته ولمحت إلى أنها قد تعيد فتح سفارتها. في طهران قال خامنئي، مخاطباً المالكي: «قمت بعملٍ كبير أثناء انتقال السلطة لئلا ينساق العراق إلى الاضطراب والفوضى، وهذا الموقف لن يمحى أبداً من الذاكرة العراقية»، في إشارة إلى قبوله التنحي عن رئاسة الوزراء لمصلحة العبادي. ورأت مصادر إيرانية أن خامنئي وفر غطاءً سياسياً ودينياً للمالكي، في مواجهة الداعين إلى فتح ملفات أمنية وسياسية ومالية في عهده، إضافة إلى التهم التي تثار ضده لمخالفته المرجع الشيعي علي السيستاني الذي دعاه إلى التنحي عن رئاسة الوزراء. وكان المالكي عقد اجتماعاً استغرق خمس ساعات، مع قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني، بعد وصوله إلى طهران مساء الأحد، قبل أن يبدأ محادثاته الرسمية التي استهلها مع المرشد صباح أمس، خلافاً للبروتوكول الإيراني، إذ جرت العادة أن يكون لقاء خامنئي الضيوف في ختام زياراتهم. وهذا يؤكد المعلومات التي تحدثت عن توجيه المرشد الدعوة شخصياً إلى المالكي، وقد استقبله في مكتبه الخاص بدلاً من القاعة المخصصة للضيوف تقديراً لوقوفه مع محور إيران.