لينة أبو زنادة، سيدة سعودية، وهبت نفسها أماً حنونة وموقتة لكل طفل تاه عن والديه، تحتضنه وتحتويه لينة أبو زنادة التي جعلت من نفسها أما حنونة موقتة، حتى يعود الأطفال إلى ذويهم، وذلك من خلال عملها في مركز إيواء الأطفال التائهين منذ أربعة أعوام، عندما تشكلت أولى الفرق النسائية الكشفية، تروي لينة قصة انضمامها بعد أن صارت إحدى قياديات الكشافة النسائية في مقر الأطفال التائهين، وهي التي وهبت نفسها مع 16 فتاة وسيدة من عمر ال16 وحتى ال50 من أعمارهن. تروي لينة أنها فخورة بعملها أماً موقتة لعشرات الأطفال التائهين والذين يفقدون أمهاتهم أو يتيهون عنهن في المشاعر المقدسة، وتروي قصصاً ومواقف انهارت بها سيدات ظنن أنهن لن يجدن أبناءهن بعد فقدهم، ولكن لينة وصديقاتها استطعن أن يرجعن الأمل إلى أولئك الأمهات. ومن القصص التي روتها لينة أن إحدى السيدات عند رميها الجمرات حاول أحد الحجاج مساعدتها في حمل رضيعها حتى ترمي الجمرات، وانفصلت عن طفلها ففقدت رضيعها ذا التسعة أشهر، وفقدت حينها الأمل في رؤيته مرة أخرى، وهي حال لم تمر على مركز الأطفال التائهين من قبل، أن تفترق أم ورضيعها، ولكن حكمة الحاج أوصلته إلى دار الأطفال التائهين، والذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الحج بالتعاون مع جمعية الكشافة السعودية، وبعد يومين من البحث المضني وصلت تلك السيدة من طريق الصدفة إلى مركز الأطفال التائهين لتجد طفلها، ولم تستطع أن تتحمل موقفها بعد فقدان أملها في رؤية طفلها الرضيع لتنهار وتسقط على الأرض محتضنة رضيعها وظلت تبكي وتصرخ حتى سكنت وقدمت لهن الشكر والثناء على جهودهن، وكانت تلك قصة واقعية عاشتها لينة أبو زنادة وصديقاتها في مركز إيواء الأطفال التائهين.