أفادت مصادر متطابقة أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية الجزائرية عبّرت عن رضاها التام لمستوى تحسن الوضع الأمني في بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، الأمر الذي دفع بوزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني إلى الموافقة على تعيين رئيس أمن الولاية التي تُعتبر من معاقل «القاعدة»، على رأس الشرطة القضائية بعدما حقق على ما يبدو النتائج المرجوة منه في الولاية. وتُحسب ولاية بومرداس في الخريطة الأمنية التي تتعامل وفقها أجهزة الأمن التي تطارد «القاعدة»، ضمن منطقة الوسط، وهي موروثة عن «المنطقة الثانية» التي تضم ولايات الشرق اللصيقة بالعاصمة. وولاية بومرداس من الأكثر شهرة في البلاد نتيجة كثرة أعمال التفجير وضراوة الهجمات المسلحة فيها. ويُعرف قائدها بأنه من أشد عناصر التنظيم دموية، ويُكنّى «حذيفة أبو يونس» واسمه الحقيقي رشيد عبدالمؤمن الذي تنسب إليه أجهزة الأمن المسؤولية عن مكمن المنصورة في برج بوعريريج الذي خلّف 18 ضحية في صفوف الدرك مطلع تموز (يوليو) الماضي. وأُفيد أن وزارة الداخلية بعثت بتهنئة إلى المسؤولين على الملف الأمني في الولاية على النتائج التي تحققت، لا سيما في مجال تفكيك شبكات دعم الإرهاب. وتتحدث الأرقام عن أربعين موقوفاً ينتمي معظمهم إلى مناطق تيمزريت وشعبة العامر ويسر ورأس جنات ولقاطة، وكلها تقع إلى شرق بومرداس في اتجاه تيزي وزو والبويرة في عمق منطقة القبائل، وهي مناطق جبلية يقطنها مزارعون يُشتبه في علاقة بعضهم ب «الإرهاب» ومساندة عناصر «القاعدة»، إما عن اقتناع أو بسبب الخوف من تعرضهم لأعمال انتقامية. وقالت مصادر متابعة للشأن الأمني إن وزير الداخلية زرهوني وافق على تعيين رئيس أمن الولاية العفاني عبدالعزيز مديراً وطنياً للشرطة القضائية لدى المديرية العامة للأمن الوطني خلفاً لرابح لاج. وأضافت المصادر أن تعيين عبدالعزيز في منصبه الجديد يبدو مرتبطاً بالنتائج التي حققتها أجهزة الأمن ضد «خلايا القاعدة» في بومرداس. وجهاز الشرطة القضائية منخرط تماماً في خطط «مكافحة الإرهاب» في المناطق الحضرية، ويتعامل مع الشرطة في تفكيك «شبكات مساندة الإرهاب». وأشارت المصادر إلى أن التحريات الأمنية التي أجريت أخيراً في الولاية كشفت تورط عدد من الأشخاص في بعض المناطق النائية في أعمال الدعم والمساندة لمسلحين ينشطون في بومرداس. وكشفت أن بعض المعتقلين تلقى تدريبات في مركز للجماعات المسلحة في جبال الثنية ببومرداس، في حين دلّت التحقيقات على أن من المعتقلين من عُهد إليه بمهمة نقل المعلومات لعناصر «القاعدة» عن تحركات الجيش الجزائري، أو الإجراءات الأمنية المتخذة، وعدد العناصر الأمنية التي تتوزع على الحواجز. ويُشاع في محيط الولاية أن أجهزة الأمن تعتمد خصوصاً على العمل الإستعلاماتي من خلال فرق مختصة تهتم حالياً بمحاولة معرفة إن كان التنظيم يمتلك فعلاً مجندين لا يعرف بهم الأمن. وقبل فترة قصيرة، سلّم أربعة مسلحين أنفسهم إلى أجهزة الأمن في منطقة سيدي علي بوناب بولاية بومرداس. وتُعد المنطقة مركز نشاط السلفيين المسلحين ومصدر غالبية الأعمال الإرهابية التي تقع في بومرداس. وذكرت المصادر أن الأربعة ذكروا لأجهزة الأمن أن مشادات وقعت في الأسابيع الماضية بين مسلحين في المنطقة «يرفضون التخلي عن الإرهاب» ورفاق لهم أبدوا رغبة في الانخراط في «المصالحة». وقالوا إن المشادات تطورت إلى إطلاق نار خلّف قتلى وجرحى. على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن الدفاع المدني في الجزائر أن أربعة أشخاص هم أفراد عائلة واحدة قُتلوا بعد أن جرفتهم السيول إثر فيضان نهر، فيما ضربت صاعقة شخصاً آخر ليل الجمعة - السبت في ولاية النعامة جنوب غربي الجزائر.