كشفت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية أمس السبت أن القوات الجوية الخاصة البريطانية المعروفة باسم «أس أي أس» تتولى منذ ستة أشهر تدريب قوات ليبية على مكافحة الإرهاب في إطار صفقة عسكرية يُعتقد أنها ربما كانت جزءاً من اتفاق متعلق بالليبي عبدالباسط المقرحي المدان في قضية تفجير طائرة «بان أميركان» فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية. لكن الحكومة البريطانية سارعت إلى نفي أي علاقة بين تدريب القوات الليبية وبين قرار اسكتلندا الافراج عن المقرحي الشهر الماضي نتيجة إصابته بسرطان البروستاتا في مراحله الأخيرة. وأعلن عبدالناصر المقرحي، شقيق عبدالباسط، بعد ظهر أمس أن صحة أخيه الموجود في جناح في مستشفى طرابلس تدهورت في شكل كبير. وقال ل «رويترز» إن وضعه مقلق في ظل ارتفاع كبير لحرارته. وأكد أطباء في المستشفى صحة أقوال شقيق المقرحي. وأشارت «التلغراف» إلى أن تدريب القوات الليبية يثير امتعاضاً في صفوف القوات الخاصة البريطانية التي ما زالت تذكر ضلوع ليبيا في تزويد «الجيش الجمهوري الإرلندي» بالأسلحة والمتفجرات خلال ثمانينات القرن الماضي. وشن «الجيش الجمهوري» حرب عصابات منذ السبعينات لإنهاء وجود القوات البريطانية في شمال إرلندا. وامتدت هجمات الجمهوريين الإرلنديين إلى الأراضي البريطانية حيث وقعت تفجيرات عدة استُخدمت فيها متفجرات تبيّن أن ليبيا وراءها. ووافقت ليبيا في منتصف التسعينات على تزويد البريطانيين بمعلوماتها عن صفقات الأسلحة التي أُرسلت إلى المتمردين الإرلنديين، وأعربت لندن آنذاك عن رضاها على التعاون الليبي في هذا الموضوع. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الأحد الماضي إنه سيؤيد مطالبات أسر ضحايا ل «الجيش الجمهوري» بتعويضات ضد ليبيا، إذ تجادل الأسر بأن طرابلس تتحمل المسؤولية نتيجة تسليحها المتمردين في الثمانينات ومطلع التسعينات. وذكرت الصحيفة البريطانية أن مصادر في القوات الجوية الخاصة (أس أي أس) تعتقد أن وحدة خاصة أُرسلت للمساعدة في تدريب قوات ليبية في اطار اتفاق أبرم مع طرابلس حول المقرحي. وقال مصدر للصحيفة: «لا يمكننا من وجهة نظرنا سوى أن نرى للأمر صلة بصفقة المقرحي». وقالت وزارتا الدفاع والخارجية البريطانيتان (رويترز) انهما لا تستطيعان التعليق على نشاط القوات الخاصة. لكن ناطقة باسم وزارة الخارجية قالت «لدينا تعاون مستمر مع ليبيا في مجال الدفاع، لكن القول إن الأمر جزء من أي صفقة لها صلة بالمقرحي غير صحيح بالمرة». وأضافت أن هناك تعاوناً دفاعياً مع طرابلس منذ أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي تخليه عن السعي للحصول على أسلحة دمار شامل في 2003.