تزخر مزارع طيبة الطيبة بالعديد من المنتجات التي تصدح شهرتها في دول الخليج ودول عربية وإسلامية أخرى. ومن تلك المنتجات الزراعية التمور بأنواعها والنعناع الذي يطلق عليه الباعة والمزارعون «البترول الأخضر»، وذلك لوفرته على مدار السنة، وكثرة الطلب عليه في كل وقت، إذ أصبح الأشهر والأميز والأكثر رواجاً في المدينة وخارجها، وامتد إلى المناطق المجاورة وفي شكل يومي عن طريق التصدير. ويقسم الباعة النعناع المديني إلى عدد من الأنواع، منها ما يسمى «الحساوي» و«المغربي» و«الدوش» و«النمام» و«العطرة» و«الحبك»، وجميعها نباتات ورقية ذات نكهة قوية أخاذة ومحببة. ويوجد النعناع على مدار العام في شكل كبير في الأسواق والمزارع، إذ تضخ مزارع منطقة المدينةالمنورة نحو نصف مليون حزمة يومياً من شتى الأنواع، وتوجد عشرات المزارع المتخصصة في زراعة النعناع في المدينة، وذلك في قرى أبيار الماشي، وآبار علي، والعشيرة، واليتمة، والمندسة، والمليليح، والجفر، وقرى أخرى. ويتباين الإنتاج من مزرعة إلى أخرى بحسب المساحة وعدد العمالة، إذ تجمع الحزم على شكل «شكة تتكون من 10 حزم، ويراوح سعرها بين ريالين وأربعة ريالات في المزارع، بينما يبلغ سعر الشكة لدى الباعة والبساطين بين أربعة وسبعة ريالات في أوقات الشتاء». ويستخدم النعناع المديني في المشروبات الباردة مع الليمون أو البرتقال ومع الشاي، كما يستخدم في المأكولات مثل السلطة وبعض الإيدامات، وهناك طرق عدة للحفاظ عليه من التلف، من خلال التجفيف أو التبريد. ونظراً لمردوده المادي وكثرة الطلب عليه، يقوم العديد من التجار والمزارعين بتصديره إلى مدن المملكة عن طريق البر أو الشحن الجوي، حتى أصبح نعناع المدينة في كل أسواق المملكة، كما روج زوار المدينة لنعناعها وحملوه معهم إلى بلدانهم إعجاباً به وحباً في نكهته الأخاذة. وبسبب كثرة الطلب على النعناع، تم إنشاء سوق خاصة لبيعه في المدينةالمنورة، وهي تعتبر السوق الأولى على مستوى المملكة المختصة في بيع النعناع، ويقوم على تشغيلها شباب سعوديون. ورصدت «الحياة» في جولة لها في السوق الواقعة على طريق الهجرة، عرضاً وطلباً كبيرين على النعناع، خصوصاً النمام وعطرة وحساوي ومغربي، إضافة إلى الورد المديني. ويقول البائع علي سالم في حديثه إلى «الحياة»: «هناك طلب كبير على النعناع من الزوار والمسافرين والحجاج، إضافة إلى الأهالي»، مضيفاً: «أوقات الحج والزيارة من أكبر مواسم النعناع بسبب كثرة الطلب». بينما أوضح التاجر علي العلوي، أنه يقوم بتصدير النعناع إلى جدة والقصيم والرياض في شكل يومي لكثرة الطلب عليه، مؤكداً أن «هناك بعض التجار يقوم بتصديره عبر الشحن الجوي إلى المنطقة الشرقية». وفي جولة على مزارع النعناع في آبيار الماشي، تم رصد عملية القص والجمع للنعناع التي تقوم بها العمالة، التي تستغرب الطلب الكبير عليه، مشيرة إلى أن زراعته سهلة وتتم طوال العام.