في ظل توتر العلاقات الروسية - الهولندية، اثر دهم الشرطة الهولندية منزل ديمتري بورودين، المسؤول الثاني في السفارة الروسية بلاهاي الأسبوع الماضي، ومطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هولندا بتقديم «اعتذارات»، اعتدى مجهولون بالضرب على المسؤول الثاني في السفارة الهولندية في موسكو، أونو الديرينبوش، ما دفع أمستردام إلى مطالبة موسكو بضمان أمن رعاياها، فيما أعلنت لجنة التحقيقات الجنائية الروسية فتح تحقيق بتهمة «انتهاك منزل بعنف». وشهدت العلاقات بين روسياوهولندا توتراً ايضاً بعد اعتراض سفينة تابعة لمنظمة «غرينبيس» ترفع العلم الهولندي في 19 أيلول (سبتمبر) في القطب الشمالي الروسي. وأكد وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس أنه استدعى السفير الروسي في لاهاي لطلب توضيحات حول الحادث، وقال: «يجب أن يتمكن مواطنونا من العمل بأمان، وأريد ضمانات من السلطات الروسية بأنها ستتحمل مسؤوليتها في شأن هذه المسألة». وأسفت وزارة الخارجية الروسية لحصول الحادث، مؤكدةً أن الشرطة تتخذ «كل الإجراءات اللازمة للبحث عن المذنبين وتوقيفهم». ونقل موقع «لايف نيوز» الإخباري عن مصدر في الشرطة ان «الديبلوماسي الهولندي الديرينبوش البالغ 60 من العمر لاحظ لدى دخوله المبنى ان المصعد متوقف فصعد على الدرج الى شقته. ولدى وصوله أمام الشقة، رأى رجلين بلباس عمال كهرباء يعملان على إصلاح عطل تقني. وبعدما تحدثا عن مشكلة في المبنى، طلبا منه دخول شقته للتحقق من وجود كهرباء فيها. وحين فتح الديبلوماسي الباب، دفعاه على ظهره إلى المدخل فسقط وارتطم وجهه بالأرض». وتابع الموقع: «قيّد الرجلان يدي الديبلوماسي خلف ظهره، وبعثرا أثاث الشقة من دون سرقة محتوياتها، ثم رسما قبل مغادرتهما بأحمر شفاه على مرآة قلباً وعبارة مثلي الجنس ومتحول جنسياً بالروسية». ويثير موضوع حقوق «الأقليات الجنسية» جدلاً بين الأوروبيين والروس، منذ أن أقرت موسكو قانوناً يحظر «الدعاية» لمثليي الجنس. وأعلن الموقع أن «المحققين لم يعثروا على رابط بين الاعتداء وحادث توقيف المسؤول الثاني في السفارة الروسية بلاهاي، بعدما أبلغ جيرانه الشرطة بأنه يسيء معاملة أطفاله. على صعيد آخر، خفضت محكمة الاستئناف عقوبة السجن الصادرة في 18 تموز (يوليو) الماضي في حق المعارض اليكسي نافالني وبيوتر اوفيتسيروف، بعد ادانتهما بتهمة اختلاس اموال في قضية يؤكد أنها مفبكرة. وكانت النيابة العامة طلبت رد طلب الاستئناف وتأكيد عقوبة السجن خمس سنوات على نافالني وأربع سنوات على اوفيستيروف. ويُعتبر القرار انتصاراً لنافالني (37 سنة) الذي أكد أنه سيسعى الى الغاء الحكم بالكامل امام محكمة التمييز، معتبراً ان ابقاء العقوبة مع وقف التنفيذ يرمي الى مواصلة الضغط عليه لمنعه من مواصلة نشاطه السياسي. الى ذلك، اعتقلت الشرطة في بلدة كولومنا عاملاً مهاجراً من جمهورية أذربيجان يدعى أورهان زيلانوف، للاشتباه في طعنه شاباً في ال 25 من عمره يدعى إيغور شيرباكوف أمام صديقته ليل الخميس الماضي. وكثفت الشرطة إجراءاتها الأمنية في موسكو للحيلولة دون تكرار أعمال الشغب العنصرية التي أطلقتها هذه الجريمة، ووضعت حواجز وأجهزة كشف معدنية امام المسجد الرئيسي في العاصمة الروسية للسيطرة على تدفق الناس.