قُتل نحو ثلاثين شخصاً في تفجير سيارة مفخخة في ريف إدلب شمال غربي سورية، في وقت قصف الطيران الحربي مناطق أخرى في إدلب. وسيطر مقاتلو المعارضة على بعض أحياء مدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس بسقوط قذائف أطلقتها القوات النظامية على حي القاعة جنوب حي الميدان قرب مخيم اليرموك، اضافة إلى سقوط قذائف أخرى على حي العباسيين قرب حي جوبر شرق العاصمة. وأضاف: «نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في بلدتي البويضة وحجيرة جنوبدمشق، وقصفت القوات النظامية مناطق في مدينة الزبداني» قرب حدود لبنان. وبين دمشق وحدود الأردن، ارتفع إلى خمسة، بينهم طفلان، عدد القتلى الذين قضوا نتيجة قصف القوات النظامية مناطق في حي طريق السد في مدينة درعا، وفق «المرصد». وكان «الجيش الحر» أعلن نيته استهداف مقار أمنية في دمشق. وانفجرت سيارتان مساء أول من أمس قرب مبنى «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» الحكومية في ساحة الأمويين في دمشق، ما أدى إلى توقف بث «الإخبارية السورية» الرسمية لفترة قصيرة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر قوله إن «كمية المتفجرات الموضوعة في كل سيارة قدرت بنحو 100 كيلوغرام». ووقع الانفجاران عند الإشارة الضوئية الموجودة عند مدخل ساحة الأمويين، حيث توجد إجراءات أمنية مشددة. ولم يصب بأذى مبنى «هيئة الإذاعة والتلفزيون». وتحدثت مصادر رسمية عن وجود أشلاء جثة يرجح أنها تعود لانتحاري. وفي شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «ارتفع إلى 27 بينهم ثلاثة أطفال وسيدة عدد القتلى الذين قضوا جراء انفجار سيارة مفخخة صباح (امس) في سوق بلدة دركوش الواقعة على الحدود مع لواء إسكندرون» لافتاً إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات حرجة». وبث ناشطون أشرطة مصورة على موقع «يوتيوب» اظهر اللحظات الأولى التي تلت التفجير الذي تسبب بدمار كبير واحتراق عدد من السيارات. وتقع دركوش على بعد كيلومترات من الحدود مع تركيا. ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من ريف محافظة إدلب، في حين لا زالت غالبية أحياء مدينة إدلب تحت سيطرة النظام. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يدين التفجير الإرهابي، الذي استهدف منطقة محررة تعج بالحياة وتضم آلاف العائلات النازحة، الذي تعمد منفذوه اختيار يوم الوقوف بجبل عرفة أحد أهم مناسك الحج لارتكاب جريمتهم». وأضاف في بيان انه «يشير بأصابع الاتهام إلى نظام (الرئيس) بشار الأسد، الذي يحاول خلق البلبلة والفوضى وافتعال التوترات بين صفوف الثوار، إضافة إلى سعيه إلى الانتقام من المدنيين جراء هزائم جيشه المتلاحقة». ودعا «الدول الإسلامية والعربية لاتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها رفع المعاناة عن الشعب السوري، والضغط باتجاه دعم الثورة السورية وجيشها الحر في قتاله لأجل الحرية والعدالة والكرامة»، مطالباً «دول العالم الحر، والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بتحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين السوريين، في حماية أرواحهم وصيانة حقوقهم، ومحاسبة من أجرم بحقهم خلال الشهور الطوال من عمر الثورة السورية». إلى ذلك، قصف الطيران المروحي مناطق في جبل الأربعين في أريحا في ادلب. وقال «المرصد»: «فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة عند منتصف ليل الأحد - الاثنين على مناطق في بلدة سراقب ما أدى إلى مقتل شاب وسقوط عدد من الجرحى». وفي حمص وسط البلاد، سقطت قذيفتا هاون على مناطق في حي الإنشاءات، في وقت تعرضت مناطق في أحياء حمص القديمة لقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين. ودارت اشتباكات بين القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية من جهة ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة اخرى على أطراف أحياء حمص القديمة وأشير إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين» وفق «المرصد» الذي لفت إلى ان الطيران الحربي قصف امس مناطق في بلدة اللطامنة في حماة (قرب حمص) ومحيطها ما أدى إلى نفوق اكثر من 65 غنمة. وفي شمال البلاد، سقط صاروخ محلي الصنع على مبنى القضاء الوحد في حي المشهد من دون أنباء عن إصابات، في حين استهدفت الكتائب المقاتلة بصواريخ محلية الصنع مطار كويرس العسكري وتحدثت أنباء «عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وفي شمال شرقي البلاد، قال معارضون إن مقاتلي «الجيش الحر» و»جبهة النصرة» بدأوا امس «معركة جديدة في محافظة دير الزور باستهداف مراكز قوات النظام في حي الرشدية بعمليتين انتحاريتين من جبهة النصرة أعقبتها اشتباكات عنيفة في حي الرشدية سقط خلالها عدد من القتلى في صفوف قوات النظام وسط أنباء عن تحرير الحي». وقالت مصادر أخرى إن اشتباكات عنيفة دارت في «محاور» أخرى في مدينة دير الزور منها أحياء الجبيلية والصناعة وفي ريف دير الزور مع تجدد الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري. وأوضح «المرصد» أن الطيران الحربي شن اربع غارات على مناطق في مدينة دير الزور تزامناً مع انسحاب القوات النظامية من بعض الأحياء إلى مشارف حي الجورة بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في أحياء الرصافة والصناعة والحويقة والموظفين والجبيلة وسيطرة الكتائب المقاتلة على مبان عدة في حي الرصافة وتحدثت أنباء «عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وتابع «المرصد» أن عبوة ناسفة زرعها مجهولون ليل أمس انفجرت في حي قدور بك في مدينة القامشلي شمال شرقي البلاد أثناء مرور دورية لعناصر من الأمن الداخلي الكردية (أسايش) التابعة ل «مجلس غرب كردستان»، لافتاً إلى أن اشتباكات اندلعت بعد هجوم مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي على مقار ل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والكتائب المقاتلة و»جبهة النصرة» في قرية مشرافة في الريف الجنوبي لمدينة رأس العين، حيث تم استهداف المقار بعدد من القذائف والأسلحة القناصة.