أدت التصاريح الإلكترونية الممنوحة للحجاج عبر أجهزة الاتصال الحديثة إلى حال من الإرباك في مراكز الفرز على طريق الطائف - مكةالمكرمة أمس، إذ رفض مركز الهدا على جبل كرى إدخال حجاج يحملون تصاريح نظامية «إلكترونية» تم عرضها لرجال الأمن بحجة عدم وجود تعميم رسمي من جهة عملهم تسمح لهم بالعبور، فيما سمحت نقاط أمنية أخرى بإدخالهم على مشارف مكة. ورصدت «الحياة» حجاجاً نظاميين بذلوا جهوداً مضنية لإقناع رجال الأمن في مركز الهدا بنظامية تصاريحهم رغم عرضها عليهم إلكترونياً من طريق الهواتف الذكية، لكن المحاولات قوبلت بالرفض. وطالب رجال الأمن حاملي التصاريح الإلكترونية بالخروج من مسارات نقاط الفرز، والتوجه إلى أقرب فندق من المركز لطباعة التصريح ورقياً حتى يتم السماح لهم بالدخول عبر مركز الهدا. وشهد أحد الفنادق المجاورة لمركز الهدا توافد العشرات من حاملي التصاريح الإلكترونية، بينما حاول آخرون اتخاذه مركزاً للتجمع للانطلاق عبر الطرق القديمة لجبل «كرى»، وسلك العشرات من الحجاج مساء يوم التروية أمس، الطرق القديمة التي كانت تستخدم للنزول من الجبل قبل فتحه رسمياً للمركبات. وشكلت أوقات جنح الظلام فرصة ملائمة للانطلاق عبر الطرق الوعرة التي اتخذها وافدون ملجأ أخيراً لمحاولة الوصول إلى وادي نعمان حتى يتسنى لهم استقلال مركبات للتوجه الى مشعر عرفات، والتسلل عبره إلى مدينة الأيام الخمسة «منى». وطوق مشعر عرفات بحزام أمني مكثف هو الأول من نوعه هذا العام، إذ عجز المهربون عن دخوله بمركباتهم جراء الانتشار الأمني الكثيف في مختلف أنحاء المشاعر المقدسة، وتطبيق خطة مراكز الضبط الأمني المتحركة التي أربكت من خطط التهريب المتبعة كل عام.